من عوامل النصر والتمكين... الثبات والذكر والطاعة والصبر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من عوامل النصر والتمكين... الثبات والذكر والطاعة والصبر
فقه الجهاد
من عوامل النصر والتمكين... الثبات والذكر والطاعة والصبر
لا شك أن كل هدف أو غاية يحتاج في تحقيقها إلى عوامل عدّة.. وكلما كان الهدف عظيماً والغاية جليلة كلما استدعى عوامل أعظم، وتكاليف أكثر.. والنصر هدف يسعى لتحقيقه كل مجاهد لكنه هدف يتطلب الكثير من البذل والتضحية والعناء.. فالسلعة غالية والثمن كبير .. ولعل من أعظم العوامل التي تعين على تحقيق النصر ما ذكره الله تعالى في كتابه القويم حين قال : { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا، واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس، ويصدون عن سبيل الله، والله بما يعملون محيط} الأنفال (45-47) .
يقول سيد قطب -رحمه الله- موضحاً هذه العوامل : " فهذه هي عوامل النصر الحقيقية: الثبات عند لقاء العدو، والاتصال بالله بالذكر. والطاعة لله والرسول. وتجنب النزاع والشقاق . والصبر على تكاليف المعركة. والحذر من البطر والرئاء والبغي ...
1- فأما الثبات فهو بدء الطريق إلى النصر. فأثبت الفريقين أغلبهما . وما يُدري الذي آمنوا أن عدوهم يعاني أشد مما يعانون،وأنه يألم كما يألمون، ولكنه لا يرجو من الله ما يرجون، فلا مرد له من رجاء في الله يثبت أقدامه وقلبه! وأنهم لو ثبتوا لحظة أخرى فسينخذل عدوهم وينهار، وما الذي يزلزل أقدام الذين آمنوا وهم واثقون من إحدى الحسنيين: الشهادة أو النصر؟ بينما عدوهم لا يريد إلاّ الحياة الدنيا، وهو حريص على هذه الحياة التي لا أمل له وراءها ولا حياة له بعدها، ولا حياة له سواها ؟ .
2- اذكر الله كثيراً عند لقاء الأعداء فهو التوجيه الدائم للمؤمن، كما أنه التعليم المطرد الذي استقر في قلوب العصبة المؤمنة، وحكاه عنها القرآن الكريم في تاريخ الأمة المسلمة في موكب الإيمان التاريخي...
إن ذكر الله عند لقاء العدو يؤدي وظائف شتى: إنه الاتصال بالقوة التي لا تغلب، والثقة بالله الذي ينصر أولياءه.. وهو في الوقت ذاته استحضار حقيقة المعركة وبواعثها وأهدافها، فهي معركة لله، لتقرير ألوهيته في الأرض، وطرد الطواغيت المغتصبة لهذه الألوهية، وإذن فهي معركة لتكون كلمة الله هي العليا، لا للسيطرة، ولا للمغنم، ولا للاستعلاء الشخصي أو القومي.. كما أنه توكيد لهذا الواجب -واجب ذكر الله- في أحرج الساعات وأشد المواقف.. وكلها إيماءات ذات قيمة في المعركة، يحققها هذا التعليم الرباني . " ومما يدخل في ذكر الله: كثرة الاستغفار والتسبيح كما وجه الله تعالى نبيه الكريم بقوله تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق، واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار} غافر(55). فهذا هو الزاد، في طريق الصبر الطويل الشاق، استغفار للذنب، وتسبيح بحمد الرب ، والاستغفار المصحوب بالتسبيح وشيك أن يجاب، وهو في ذاته تربية للنفس وإعداد، وتطهير للقلب وزكاة. وهذه هي صورة النصر التي تتم في القلب، فتعقبها الصورة الأخرى في واقع الحياة.... هذا هو المنهج الذي اختاره الله لتوفير عدة الطريق إلى النصر وتهيئة الزاد، ولا بد لكل معركة من عدة ومن زاد.. " .
3- " وأما طاعة الله ورسوله، فلكي يدخل المؤمنون المعركة مستسلمين لله ابتداءً، فتبطل أسباب النزاع التي أعقبت الأمر بالطاعة: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} فما يتنازع الناس إلاّ حين تتعدد جهات القيادة والتوجيه، وألا يكون الهوى المطاع هو الذي يوجه الآراء والأفكار، فإذا استسلم الناس لله ورسوله انتفى السبب الأول الرئيسي للنزاع بينهم –مهما اختلفت وجهات النظر في المسألة المعروضة- فليس الذي يثير النزاع هو اختلاف وجهات النظر، إنما هو الهوى الذي يجعل كل صاحب وجهة يصير عليها مهما تبين له وجه الحق فيها، وإنما هو وضع "الذات" في كفة والحق في كفة، وترجيح الذات على الحق ابتداءً... ومن ثم هذا التعليم بطاعة الله ورسوله عند المعركة.. إنه من عمليات "الضبط" التي لا بد منها في المعركة.. إنها طاعة القيادة العليا فيها، التي تنبثق عنها طاعة الأمير الذي يقودها. وهي طاعة قلبية عميقة لا مجرد الطاعة التنظيمية في الجيوش التي لا تجاهد لله، ولا يقوم ولاؤها للقيادة على ولاؤها لله أصلاً.. والمسافة كبيرة كبيرة ..
4- وأما الصبر، فهو الصفة التي لا بد منها لخوض المعركة.. أية معركة.. في ميدان النفس أم في ميدان القتال: {واصبروا إن الله مع الصابرين}.. وهذه المعية من الله هي الضمان للصابرين بالفوز والغلب والفلاح . " .. والصبر هو مفتاح الفرج، وطريق واضح لتحقيق نصر الله كما قال تعالى: {فأصبر إن وعد الله حق} غافر (55): " الدعوة إلى الصبر.. الصبر على التكذيب، والصبر على الأذى، والصبر على نفخة الباطل وانتشائه بالغلبة والسلطان في فترة من الزمان. والصبر على طباع الناس وأخلاقهم وتصرفاتهم من هنا ومن هناك، والصبر على النفس وميولها وقلقها وتطلعها ورغبتها في النصر القريب، وما يتعلق به من رغائب وآمال والصبر على أشياء كثيرة في الطريق قد تجيء من جانب الأصدقاء قبل أن تجيء من جانب الأعداء".
www.alqassam.com
من عوامل النصر والتمكين... الثبات والذكر والطاعة والصبر
لا شك أن كل هدف أو غاية يحتاج في تحقيقها إلى عوامل عدّة.. وكلما كان الهدف عظيماً والغاية جليلة كلما استدعى عوامل أعظم، وتكاليف أكثر.. والنصر هدف يسعى لتحقيقه كل مجاهد لكنه هدف يتطلب الكثير من البذل والتضحية والعناء.. فالسلعة غالية والثمن كبير .. ولعل من أعظم العوامل التي تعين على تحقيق النصر ما ذكره الله تعالى في كتابه القويم حين قال : { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا، واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس، ويصدون عن سبيل الله، والله بما يعملون محيط} الأنفال (45-47) .
يقول سيد قطب -رحمه الله- موضحاً هذه العوامل : " فهذه هي عوامل النصر الحقيقية: الثبات عند لقاء العدو، والاتصال بالله بالذكر. والطاعة لله والرسول. وتجنب النزاع والشقاق . والصبر على تكاليف المعركة. والحذر من البطر والرئاء والبغي ...
1- فأما الثبات فهو بدء الطريق إلى النصر. فأثبت الفريقين أغلبهما . وما يُدري الذي آمنوا أن عدوهم يعاني أشد مما يعانون،وأنه يألم كما يألمون، ولكنه لا يرجو من الله ما يرجون، فلا مرد له من رجاء في الله يثبت أقدامه وقلبه! وأنهم لو ثبتوا لحظة أخرى فسينخذل عدوهم وينهار، وما الذي يزلزل أقدام الذين آمنوا وهم واثقون من إحدى الحسنيين: الشهادة أو النصر؟ بينما عدوهم لا يريد إلاّ الحياة الدنيا، وهو حريص على هذه الحياة التي لا أمل له وراءها ولا حياة له بعدها، ولا حياة له سواها ؟ .
2- اذكر الله كثيراً عند لقاء الأعداء فهو التوجيه الدائم للمؤمن، كما أنه التعليم المطرد الذي استقر في قلوب العصبة المؤمنة، وحكاه عنها القرآن الكريم في تاريخ الأمة المسلمة في موكب الإيمان التاريخي...
إن ذكر الله عند لقاء العدو يؤدي وظائف شتى: إنه الاتصال بالقوة التي لا تغلب، والثقة بالله الذي ينصر أولياءه.. وهو في الوقت ذاته استحضار حقيقة المعركة وبواعثها وأهدافها، فهي معركة لله، لتقرير ألوهيته في الأرض، وطرد الطواغيت المغتصبة لهذه الألوهية، وإذن فهي معركة لتكون كلمة الله هي العليا، لا للسيطرة، ولا للمغنم، ولا للاستعلاء الشخصي أو القومي.. كما أنه توكيد لهذا الواجب -واجب ذكر الله- في أحرج الساعات وأشد المواقف.. وكلها إيماءات ذات قيمة في المعركة، يحققها هذا التعليم الرباني . " ومما يدخل في ذكر الله: كثرة الاستغفار والتسبيح كما وجه الله تعالى نبيه الكريم بقوله تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق، واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار} غافر(55). فهذا هو الزاد، في طريق الصبر الطويل الشاق، استغفار للذنب، وتسبيح بحمد الرب ، والاستغفار المصحوب بالتسبيح وشيك أن يجاب، وهو في ذاته تربية للنفس وإعداد، وتطهير للقلب وزكاة. وهذه هي صورة النصر التي تتم في القلب، فتعقبها الصورة الأخرى في واقع الحياة.... هذا هو المنهج الذي اختاره الله لتوفير عدة الطريق إلى النصر وتهيئة الزاد، ولا بد لكل معركة من عدة ومن زاد.. " .
3- " وأما طاعة الله ورسوله، فلكي يدخل المؤمنون المعركة مستسلمين لله ابتداءً، فتبطل أسباب النزاع التي أعقبت الأمر بالطاعة: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} فما يتنازع الناس إلاّ حين تتعدد جهات القيادة والتوجيه، وألا يكون الهوى المطاع هو الذي يوجه الآراء والأفكار، فإذا استسلم الناس لله ورسوله انتفى السبب الأول الرئيسي للنزاع بينهم –مهما اختلفت وجهات النظر في المسألة المعروضة- فليس الذي يثير النزاع هو اختلاف وجهات النظر، إنما هو الهوى الذي يجعل كل صاحب وجهة يصير عليها مهما تبين له وجه الحق فيها، وإنما هو وضع "الذات" في كفة والحق في كفة، وترجيح الذات على الحق ابتداءً... ومن ثم هذا التعليم بطاعة الله ورسوله عند المعركة.. إنه من عمليات "الضبط" التي لا بد منها في المعركة.. إنها طاعة القيادة العليا فيها، التي تنبثق عنها طاعة الأمير الذي يقودها. وهي طاعة قلبية عميقة لا مجرد الطاعة التنظيمية في الجيوش التي لا تجاهد لله، ولا يقوم ولاؤها للقيادة على ولاؤها لله أصلاً.. والمسافة كبيرة كبيرة ..
4- وأما الصبر، فهو الصفة التي لا بد منها لخوض المعركة.. أية معركة.. في ميدان النفس أم في ميدان القتال: {واصبروا إن الله مع الصابرين}.. وهذه المعية من الله هي الضمان للصابرين بالفوز والغلب والفلاح . " .. والصبر هو مفتاح الفرج، وطريق واضح لتحقيق نصر الله كما قال تعالى: {فأصبر إن وعد الله حق} غافر (55): " الدعوة إلى الصبر.. الصبر على التكذيب، والصبر على الأذى، والصبر على نفخة الباطل وانتشائه بالغلبة والسلطان في فترة من الزمان. والصبر على طباع الناس وأخلاقهم وتصرفاتهم من هنا ومن هناك، والصبر على النفس وميولها وقلقها وتطلعها ورغبتها في النصر القريب، وما يتعلق به من رغائب وآمال والصبر على أشياء كثيرة في الطريق قد تجيء من جانب الأصدقاء قبل أن تجيء من جانب الأعداء".
www.alqassam.com
محمد قنبر- طالب رائع
- عدد المشاركات : 77
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 26/03/2009
رد: من عوامل النصر والتمكين... الثبات والذكر والطاعة والصبر
وكلما كان الهدف عظيماً والغاية جليلة كلما استدعى عوامل أعظم
صحيح 100%
شكراً لك أخي محمد على الموضوع
صحيح 100%
شكراً لك أخي محمد على الموضوع
لحظة أمل- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 571
الموقع : ثانوية داعل
تاريخ التسجيل : 15/02/2009
شكراً وحياك الله
بارك الله بالذي كتب هذه الكلمات وجعله من الذين يسيرون في هذا الدرب درب الايمان والجهاد
محمد قنبر- طالب رائع
- عدد المشاركات : 77
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 26/03/2009
مواضيع مماثلة
» من عوامل النصر والتمكين .. التجرد واعداد القوة
» من عوامل النصر والتمكين.. النية الحسنة والإخلاص في القول والعمل
» من عوامل النصر والتمكين النية الحسنة و الاخلاص في القول والعمل
» من عوامل النصر والتمكين.. النية الحسنة والإخلاص في القول والعمل
» من عوامل النصر والتمكين النية الحسنة و الاخلاص في القول والعمل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى