الشعر مرآة البيئة

كان علي بن الجهم شاعراً فصيحاً لكنه كان أعرابياً جلفاً لا يعرف من الحياة إلا ما يراه في الصحراء ، دخل يوماً بغداد فقيل له:إن من مدح الخليفة حظي عنده ولقي منه الأعطيات ، فاستبشر علي ويمم جهة قصر الخليفة ، دخل على المتوكل فرأى الشعراء ينشدون ويربحون والمتوكل هو المتوكل سطوة وهيبة وجبروت فانطلق مادحاً الخليفة بقصيدة مطلعها يا أيها الخليفة : أنت كالكلب في حفاظك للود ***** وكالتيس في قراع الخطوب أنت كالدلو لا عدمتك دلواً**** من كبار الدلا كثير الذّنوب ومضى يضرب للخليفة الأمثلة بالتيس والعنز والبئر والتراب ، بعدما كان يشبه بالشمس والقمر والجبال فثار الخليفة وانتفض الحراس واستل السياف سيفه وفرش النطع (النطع بساط من الجلد يوضع تحت الشخص الذي يراد قتله) وتجهز للقتل ،فأدرك الخليفة أن علي بن الجهم قد غلبت عليه طبيعته فأراد أن يغيرها فأمر به فأسكنوه في قصر منيف ذاق فيه النعمة واتكأ على الأرائك وجالس أرق الشعراء وأغزل الأدباء ومكث على هذا الحال سبعة أشهر .... ثم جلس الخليفة مجلس سمر ليلة فتذكر علي بن الجهم فسأل عنه فدعوه له ،فلما مثل بين يديه قال :أنشدني يا علي فانطلق منشداً قصيدة مطلعها :عيون المها بين الرصافة والجسر **جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري أعدن لي الشوق القديم ولم أكن **سلوت ولكن زدن جمراً على جمر ومضى يحرك المشاعر بأرق الكلمات ثم شرع يصف الخليفة بالشمس والنجم والسيف . (فانظر كيف استطاع الخليفة أن يغير طباع ابن الجهم ونحن أيضاً باستطاعطنا تغيير طباعنا فنقلب العبوس تبسماً والغضب حلماً والبخل كرماً والكره محبة فهذا ليس صعباً لكنه يحتاج إلى إيمان وعزيمة ومراس ... فلنكن أهلاً لذلك).

سلمت يداك على الموضوع
مشكور

شكرا على الموضوع
شكرا شكرا

هللللللللللللللللللللللللللاااااااااااااااااااااااااااا مشكوووووووورررررررين