مدى أهمية الضحك !

من طرف **Dr.Mawaddah** الأحد أغسطس 29, 2010 12:44 pm

إن النظر إلى الجانب المشرق من الحياة يمكن أن يقوي النفس ويخفف الألم ويوثق الروابط الإجتماعية .....

فالضحك يريحنا من التوتر العصبي ويحسن مزاجنا ، وإن سماع النكت ربما يخفف القلق الذي نشعر به ، ومقدرة التسلية على وضع حد للألم العضوي موثقة جيدا، وكما تبين تجربة "كازنس" إن تأثير الفكاهة المسكن للألم يستمر بعد نهاية الإبتسامة.

الضحك يحدث تغيرات قصير المدى في وظيفة الأوعية الدموية للقلب والتنفس ؛إذ يرفع معدل نبضات القلب ومعدل التنفس وعمقه ، كما يعزز استهلاك الأكسجين ، ونظرا لأنه من الصعب إطالة بقاء الضحك القوي فمن غير الممكن أن يكون لقهقهة قوية منافع للأوعية يمكن قياسها.

وبدلا من إجهاد العضلات لتكتسب متانة قوية كما تفعل التمارين الرياضية ، فالضحك يرخي العضلات وينقص من نشاطها لمدة تصل إلى 45 دقيقة بعد نهاية القهقهة وهذا الإرتخاء ربما يساعد على تخفيف آثار الضغط النفسي.

وثمة دراسات أخرى دلت أن الضحك لدى مشاهدة فيلم هزلي يخفض تركيز هرمون الضغط الكورتيزول في الدم (مع أنه يبدو أن هرمونات الضغط الأخرى لا تتأثر )
وبما أن الإرتفاعات المزمنة لمستويات الكورتيزول تضعف جهاز المناعة ، فيمكن أن نتصور أن هذه الألية قد تساعد على تفادي المرض، وبالفعل دلت التجارب أن الضحك يزيد نشاط خلايا المناعة المسماة الخلايا الطبيعية القاتلة في لعاب الأشخاص الأصحاء.

لقد وجد "كيماتا" -باحث الحساسية الياباني-أن الضحك نتيجة لمشاهدة فلم هزلي ، وليس لسماع نشرة جوية يرفع كمية الملتونين (ينظم دورة النوم والاستيقلظ وهو كثيرا ما يضطرب في حالة وجود حساسية الجلد "أتوبيك أكزيما atopic eczema "
وبالتالي فإن حليب الأم المدعم بالضحك ينقص ردود فعل الحساسية لدى الرضع بالنسبة إلى عصارة أنسجة الأشجار وسوس غبار المنزل) فجعل الأم المرضعة تضحك يمكن أن يكون أحيانا علاجا للحساسية لدى الرضيع.

ويعتقد معظم الباحثين أن الموقف النفسي من الفكاهة ، وليس الضحك في حد ذاته ، هو الذي ينفع أكثر الصحة العقلية والجسدية .
إن الفكاهة هي مهارة فكرية تتطلب مقدرة على رؤية الأشياء بمنظور خاص ، فالفكاهة والمسرحية الكوميدية ترتكزان في الغالب على التواء منطقي غير متوقع ، وعلى المفارقة أو على إزاحة شئ وإحلال شئ محله.

فعالم النفس السريري "تيتز" يعتقد أن المنظور الفكاهي يكون مسافة إدراكية بينك وبين الظروف بطريقة تجعلها تحميك من نفسك.
وإحدى منافع الطبع المرح القدرة على التكيف ،وهي قوة نفسية تقي الناس عاطفيا من الأزمات ،وتمكنهم من رؤية بريق أمل في خيبات الحياة.

بينت دراسة أن المرضى الذين يشاهدون أفلاما مضحكة كانو أقل حاجة إلى مسكنات الألم الخفيفة بعد عملية جراحية من أولئك الذين شاهدوا أفلاما جدية ، فتأثير الفكاهة المسكن للألم يتطلب التمتع (الانبساط)ولكن ليس بالضرورة الضحك حسب الدراسة.
وإضافة إلى كبح الألم ، فالشخص المرح أقدر على إقامة الصداقات .
فالشخص المرح يتمتع بأسلوب تفاعل مع الآخرين خال من الهموم يسهل إقامة روابط وثيقة مع الآخرين ويوفر لهم سندا اجتماعيا.

وقد يكونون أيضا أكثر حظا مع الجنس الآخر ، وفي الواقع تفضل النساء الرجال المسلين(الهزليين)مع تقيمهمن لهم في العادة على أنهم أقل ذكاء وجدارة بالثقة.
تشير دراسة أجريت عام 1990 إلى أنه عندما يتحدث رجل إلى امرأة من غير كلفة ، فإن مقدار ضحك هذه المرأة يدل على رغبتها في مصاحبة هذا الرجل وعلى انجذابها إليه.
ولم تلاحظ علاقة بين ضحك الرجل والإنجذاب إليه في أي من الإتجاهين

ووفقا لفيلسوف القرن الثامن عشر "إيمانويل كانط"فإن الضحك هو أحد الطرق الثلاثة التي يمكن أن يتبعها البشر لمواجهة مشكلات الحياة ،أما الطريقتان الأخريان فهما ؛
الأمل والنوم ..!!!