المعلقات العشر
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المعلقات العشر
معلقة امرؤ القيس
قِفا نَبْكِ مِن ذِكْرَى حَبيبٍ ومَنْزِلِ … بِسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُول فَحَوْمَلِ
فَتُوضِحَ فالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها … لِما نَسَجَتْها مِن جَنوبٍ وشَمْأَلِ
رخاء تسح الريح في جنباتها … كساها الصبا سحق الملاء المذيل
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِها … وقِيعانِها كأنّه حَبُّ فُلْفُلِ
كأني غداة البين يوم تحملوا … لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقوفاً بها صحبي علي مطيهم … يقولون لا تهلك أسىً و تجمل
فدع عنك شيئاً قد مضى لسبيله … و لكن على ما غالك اليوم أقبل
وقفت بها حتى إذا ما ترددت … عماية محزونٍ بشوقٍ موكل
و إن شفائي عبرة مهراقةٌ … فهل عند رسمٍ دارسٍ من معول
كدأبك من أم الحويرث قبلها … و جارتها أم الرباب بمأسل
إذا قامتا تضوع المسك منهما … نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
ففاضت دموع العين مني صبابةً … على النحر حتى بل دمعي محملي
ألا رب يومٍ لك منهن صالحٍ … و لا سيما يوم بدارة جلجل
و يوم عقرت للعذاري مطيتي … فيا عجبا من كورها المتحمل
و يا عجباً من حلها بعد رحلها … و يا عجبا للجازر المتبذل
فظل العذارى يرتمين بلحمها … و شحمٍ كهداب الدمقس المفتل
تدار علينا بالسيف صحافنا … و يؤتى إلينا بالعبيط المثمل
و يوم دخلت الخدر خدر عنيزةٍ … فقالت لك الويلات إنك مرجلي
تقول و قد مال الغبيط بنا معاً … عقرت بعيري يا أمرأ القيس فانزل
فقلت لها سيري و أرخي زقاقه … و لا تبعديني من جناك المعلل
دعي البكر ، لا ترثي له من ردافنا … و هاتي أذيقينا جناة القرنفل
بثغرٍ كمثل الأقحوان منورٍ … نقي الثنايا أشنبٍ غير أثعل
فمثلك حبلى قد طرقت و مرضعٍ … فألهيتها عن ذي تمائم محول
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له … بشق و تحتي شقها لم يحول
و يوماً على ظهر الكثيب تعذرت … علي و آلت حلفةً لم تحلل
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل … و إن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
و إن كنت قد ساءتك مني خليقةٌ … فسلي ثيابي من ثيايك تغسل
أغرك مني أن حبك قاتلي … و أنك مهما تأمري القلب يفعل
و أنك قسمت الفؤاد فنصفه … قتيلٌ و نصفٌ بالحديد مكبل
و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي … بسهمك في أعشار قلب مقتل
و بيضة خدرٍ لا يرام خباؤها … تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت أحراساً إليها و معشراً … علي حراصاً لو يسرون مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت … تعرض أثناء الوشاح المفضل
فجئت ، و قد نضت لنوم ثيابها … لدى الستر إلا لبسة المتفضل
فقالت يمين الله ، ما لك حيلةٌ … و ما إن أرى عنك الغواية تنجلي
خرجت بها أمشي تجر وراءنا … على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل
فلما أجزنا ساحة الحي و انتحى … بنا بطن خبتٍ ذي قفافٍ عقنقل
هصرت بفودي رأسها فتمايلت … علي هضيم الكشح ريا المخلخل
إذا التقتت نحوي تضوع ريحها … نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
إذا قلت هاتي نوليني تمايلت … علي هضيم الكشح ريا المخلخل
مهفهفة بيضاء غير مفاضةٍ … ترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكر المقاناة البياض بصفرة … غذاها نمير الماء غير محلل
تصد و تبدي عن أسيلٍ و تتقي … بناظرةٍ من وحش وجرة مطفل
وجيدٍ كجيد الريم ليس بفاحشٍ … إذا هي نصته و لا بمعطل
و فرع يزين المتن أسود فاحمٍ … أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكل
غدائرة مستشزرًات إلى العلا … تضل العقاصٌ في مثنى و مرسل
وكشحٍ لطيف كالجديل مخصر … و ساقٍ كأنبوب السقي المذلل
و يضحي فتيت المسك فوق فراشها … نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
و تعطو برخصٍ غير شثنٍ كأنه … أساريع ظبي أو مساويك إسحل
تضيء الظلام بالعشاء كأنها … منارة ممس راهب متبتل
إلى مثلها يرنو الحليم صبابةً … إذا ما اسبكرت بين درعٍ و مجول
تسلت عمايات الرجال عن الصبا … و ليس فؤادي عن هواك بمنسل
ألا رب خصمٍ فيك ألوى رددته … نصيحٍ على تعذاله غير مؤتلي
و ليلٍ كموج البحر أرخى سدوله … علي بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه … و أردف أعجازاً و ناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي … بصبحٍ و ما الإصباح منك بأمثل
فيا لك من ليلٍ كأن نجومه … بكل مغار الفتل شدت بيذبل
كأن الثريا علقت في مصامها … بأمراس كتانٍ إلى صم جندل
و قربة أقوامٍ جعلت عصامها … على كاهلٍ مني ذلولٍ مرحل
و وادٍ كجوف العير قفرٍ قطعته … به الذئب يعوي كالخليع المعيل
فقلت له لما عوى : إن شأننا … قليل الغنى ، إن كنت لما تمول
كلانا إذا ما نال شيئاً أفاته … ومن يحترث حرثي و حرثك يهزل
و قد أغتدي و الطير في وكناتها … بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً … كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل
كميتٍ يزل اللبد عن حال متنه … كما زلت الصفواء بالمتنزل
على الذبل جياش كأن اهتزامه … إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
مسحٍ إذا ما السابحات على الوبى … أثرن الغبار بالكديد المٌركل
يزل الغلام الخف عن صهواته … و يلوي بأثواب العنيف المثقل
دريرٌ كخذروف الوليد أمره … تتابع كفيه بخيطٍ موصل
له أيطلا ظبيٍ ، و ساقا نعامةٍ … و إرخاءٍ سرحانٍ ، و تقريب تنقل
ضليعٌ إذا استد سد فرجه … بضافٍ فويق الأض ليس بأعزل
كأن على المتنين منه إذا انتحى … مداك عروسٍ ، أو صلاية حنظل
كأن دماء الهاديات بنحره … عصارة حنًاءٍ بشيبٍ مرجل
فعن لنا سربٌ ، كأن نعاجه … عذارى دوارٍ في ملاءٍ مذبل
فأدبرن كالجزع المفصل بينه … بجيد معمٍ في العشيرة مخول
فألحقنا بالهاديات و دونه … جواحرها في صرةٍ لم تزيل
فعادى عداء بين ثورٍ و نعجةٍ … دراكاً و لم ينضح بماءٍ فيغسل
فظل طهاه اللحم من بين منضج … صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجل
ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه … متى ما ترق العين فيه تسهل
فبات عليه سرجه و لجامه … و بات بعيني قائماً غير مرسل
أصاح ترى برقاً أريك وميضه … كلمع اليدين في حبيٍ مكلل
يضيء سناه ، أو مصابيح راهبٍ … أمال السليط بالذبال المفتل
قعدت له و صحبتي بين ضارجٍ … و بين العذيب بعد ما متأملي
علاً قطناً بالشيم أيمن صوبه … و أيسره على الستار فيذبل
فأضحى يسح الماء حول كتيفةٍ … يكب على الأذقان دوح الكنهبل
ومر على القنان من نفيانه … فأنزل منه العصم من كل منزل
و تيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ … و لا أجماً إلا مشيداً بجندل
كأن ثبيراً في عرانين وبله … كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل
كأن ذرى رأس المجيمر غدوةً … من السيل و الأغثاء فلكه مغزل
و ألقى بصحراء الغبيط بعاعه … نزول اليماني ، ذي العياب المحمل
كأن مكاكي الجواء غديةً … صبحن سلافاً من رحيقٍ مفلفل
كأن السباع فيه غرقى عشيةً … بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
قِفا نَبْكِ مِن ذِكْرَى حَبيبٍ ومَنْزِلِ … بِسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُول فَحَوْمَلِ
فَتُوضِحَ فالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها … لِما نَسَجَتْها مِن جَنوبٍ وشَمْأَلِ
رخاء تسح الريح في جنباتها … كساها الصبا سحق الملاء المذيل
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِها … وقِيعانِها كأنّه حَبُّ فُلْفُلِ
كأني غداة البين يوم تحملوا … لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقوفاً بها صحبي علي مطيهم … يقولون لا تهلك أسىً و تجمل
فدع عنك شيئاً قد مضى لسبيله … و لكن على ما غالك اليوم أقبل
وقفت بها حتى إذا ما ترددت … عماية محزونٍ بشوقٍ موكل
و إن شفائي عبرة مهراقةٌ … فهل عند رسمٍ دارسٍ من معول
كدأبك من أم الحويرث قبلها … و جارتها أم الرباب بمأسل
إذا قامتا تضوع المسك منهما … نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
ففاضت دموع العين مني صبابةً … على النحر حتى بل دمعي محملي
ألا رب يومٍ لك منهن صالحٍ … و لا سيما يوم بدارة جلجل
و يوم عقرت للعذاري مطيتي … فيا عجبا من كورها المتحمل
و يا عجباً من حلها بعد رحلها … و يا عجبا للجازر المتبذل
فظل العذارى يرتمين بلحمها … و شحمٍ كهداب الدمقس المفتل
تدار علينا بالسيف صحافنا … و يؤتى إلينا بالعبيط المثمل
و يوم دخلت الخدر خدر عنيزةٍ … فقالت لك الويلات إنك مرجلي
تقول و قد مال الغبيط بنا معاً … عقرت بعيري يا أمرأ القيس فانزل
فقلت لها سيري و أرخي زقاقه … و لا تبعديني من جناك المعلل
دعي البكر ، لا ترثي له من ردافنا … و هاتي أذيقينا جناة القرنفل
بثغرٍ كمثل الأقحوان منورٍ … نقي الثنايا أشنبٍ غير أثعل
فمثلك حبلى قد طرقت و مرضعٍ … فألهيتها عن ذي تمائم محول
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له … بشق و تحتي شقها لم يحول
و يوماً على ظهر الكثيب تعذرت … علي و آلت حلفةً لم تحلل
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل … و إن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
و إن كنت قد ساءتك مني خليقةٌ … فسلي ثيابي من ثيايك تغسل
أغرك مني أن حبك قاتلي … و أنك مهما تأمري القلب يفعل
و أنك قسمت الفؤاد فنصفه … قتيلٌ و نصفٌ بالحديد مكبل
و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي … بسهمك في أعشار قلب مقتل
و بيضة خدرٍ لا يرام خباؤها … تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت أحراساً إليها و معشراً … علي حراصاً لو يسرون مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت … تعرض أثناء الوشاح المفضل
فجئت ، و قد نضت لنوم ثيابها … لدى الستر إلا لبسة المتفضل
فقالت يمين الله ، ما لك حيلةٌ … و ما إن أرى عنك الغواية تنجلي
خرجت بها أمشي تجر وراءنا … على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل
فلما أجزنا ساحة الحي و انتحى … بنا بطن خبتٍ ذي قفافٍ عقنقل
هصرت بفودي رأسها فتمايلت … علي هضيم الكشح ريا المخلخل
إذا التقتت نحوي تضوع ريحها … نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
إذا قلت هاتي نوليني تمايلت … علي هضيم الكشح ريا المخلخل
مهفهفة بيضاء غير مفاضةٍ … ترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكر المقاناة البياض بصفرة … غذاها نمير الماء غير محلل
تصد و تبدي عن أسيلٍ و تتقي … بناظرةٍ من وحش وجرة مطفل
وجيدٍ كجيد الريم ليس بفاحشٍ … إذا هي نصته و لا بمعطل
و فرع يزين المتن أسود فاحمٍ … أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكل
غدائرة مستشزرًات إلى العلا … تضل العقاصٌ في مثنى و مرسل
وكشحٍ لطيف كالجديل مخصر … و ساقٍ كأنبوب السقي المذلل
و يضحي فتيت المسك فوق فراشها … نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
و تعطو برخصٍ غير شثنٍ كأنه … أساريع ظبي أو مساويك إسحل
تضيء الظلام بالعشاء كأنها … منارة ممس راهب متبتل
إلى مثلها يرنو الحليم صبابةً … إذا ما اسبكرت بين درعٍ و مجول
تسلت عمايات الرجال عن الصبا … و ليس فؤادي عن هواك بمنسل
ألا رب خصمٍ فيك ألوى رددته … نصيحٍ على تعذاله غير مؤتلي
و ليلٍ كموج البحر أرخى سدوله … علي بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه … و أردف أعجازاً و ناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي … بصبحٍ و ما الإصباح منك بأمثل
فيا لك من ليلٍ كأن نجومه … بكل مغار الفتل شدت بيذبل
كأن الثريا علقت في مصامها … بأمراس كتانٍ إلى صم جندل
و قربة أقوامٍ جعلت عصامها … على كاهلٍ مني ذلولٍ مرحل
و وادٍ كجوف العير قفرٍ قطعته … به الذئب يعوي كالخليع المعيل
فقلت له لما عوى : إن شأننا … قليل الغنى ، إن كنت لما تمول
كلانا إذا ما نال شيئاً أفاته … ومن يحترث حرثي و حرثك يهزل
و قد أغتدي و الطير في وكناتها … بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً … كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل
كميتٍ يزل اللبد عن حال متنه … كما زلت الصفواء بالمتنزل
على الذبل جياش كأن اهتزامه … إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
مسحٍ إذا ما السابحات على الوبى … أثرن الغبار بالكديد المٌركل
يزل الغلام الخف عن صهواته … و يلوي بأثواب العنيف المثقل
دريرٌ كخذروف الوليد أمره … تتابع كفيه بخيطٍ موصل
له أيطلا ظبيٍ ، و ساقا نعامةٍ … و إرخاءٍ سرحانٍ ، و تقريب تنقل
ضليعٌ إذا استد سد فرجه … بضافٍ فويق الأض ليس بأعزل
كأن على المتنين منه إذا انتحى … مداك عروسٍ ، أو صلاية حنظل
كأن دماء الهاديات بنحره … عصارة حنًاءٍ بشيبٍ مرجل
فعن لنا سربٌ ، كأن نعاجه … عذارى دوارٍ في ملاءٍ مذبل
فأدبرن كالجزع المفصل بينه … بجيد معمٍ في العشيرة مخول
فألحقنا بالهاديات و دونه … جواحرها في صرةٍ لم تزيل
فعادى عداء بين ثورٍ و نعجةٍ … دراكاً و لم ينضح بماءٍ فيغسل
فظل طهاه اللحم من بين منضج … صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجل
ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه … متى ما ترق العين فيه تسهل
فبات عليه سرجه و لجامه … و بات بعيني قائماً غير مرسل
أصاح ترى برقاً أريك وميضه … كلمع اليدين في حبيٍ مكلل
يضيء سناه ، أو مصابيح راهبٍ … أمال السليط بالذبال المفتل
قعدت له و صحبتي بين ضارجٍ … و بين العذيب بعد ما متأملي
علاً قطناً بالشيم أيمن صوبه … و أيسره على الستار فيذبل
فأضحى يسح الماء حول كتيفةٍ … يكب على الأذقان دوح الكنهبل
ومر على القنان من نفيانه … فأنزل منه العصم من كل منزل
و تيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ … و لا أجماً إلا مشيداً بجندل
كأن ثبيراً في عرانين وبله … كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل
كأن ذرى رأس المجيمر غدوةً … من السيل و الأغثاء فلكه مغزل
و ألقى بصحراء الغبيط بعاعه … نزول اليماني ، ذي العياب المحمل
كأن مكاكي الجواء غديةً … صبحن سلافاً من رحيقٍ مفلفل
كأن السباع فيه غرقى عشيةً … بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
عدل سابقا من قبل الليث في الإثنين مارس 30, 2009 12:29 pm عدل 1 مرات
الليث- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 403
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
رد: المعلقات العشر
معلقة طرفة بن العبد البكري:
لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ، ** تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم ** يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً ** خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
عدولية ٌ أو من سفين ابن يامنٍ ** يجورُ بها المَّلاح طوراًويهتدي
يشقُّ حبابَ الماءِ حيزومها بها ** كما قسَمَ التُّربَ المُفايِلُ باليَدِ
وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ ** مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
خذولٌ تراعي ربرباً بخميلة ٍ ** تَناوَلُ أطرافَ البَريرِ، وتَرتَدي
وتبسمُ عن ألمَى كأنَّ مُنوراً ** تَخَلّلَ حُرَّ الرّمْلِ دِعْصٌ له نَدي
سقتهُ إياة ُ الشمس إلا لثاتهُ ** أُسف ولم تكدم عليه بإثمدِ
ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها** عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ
وإنّي لأمضي الهمّ، عند احتِضاره، ** بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي
أمونٍ كألواح الإرانِ نصَأْتُها ** على لاحب كأنهُ ظهرُ بُرجد
جَماليّة ٍ وجْناءَ تَردي كأنّها * *سَفَنَّجَة ٌ تَبري لأزعَرَ أربَدِ
تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت ** وَظيفاً وَظيفاً فَوق مَورٍ مُعبَّدِ
تربعت القفّين في الشول ترتعي ** حدائق موليِّ الأسرَّة أغيد
تَريعُ إلى صَوْتِ المُهيبِ، وتَتّقي، ** بِذي خُصَلٍ، رَوعاتِ أكلَفَ مُلبِدِ
كأن جناحي مضرحيٍّ تكنّفا * *حِفافَيْهِ شُكّا في العَسِيبِ بمَسرَدِ
فَطَوراً به خَلْفَ الزّميلِ، وتارة *ً * على حشف كالشنِّ ذاوٍ مجدّد
لها فَخِذانِ أُكْمِلَ النّحْضُ فيهما ** كأنّهُما بابا مُنِيفٍ مُمَرَّدِ
وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيّ خُلوفُهُ، ** وأجرِنَة ٌ لُزّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ
كَأَنَّ كِناسَي ضالَةٍ يُكنِفانِها ** وَأَطرَ قِسيٍّ تَحتَ صُلبٍ مُؤَيَّدِ
لَها مِرفَقانِ أَفتَلانِ كَأَنَّها ** تَمُرُّ بِسَلمَي دالِجٍ مُتَشَدَّدِ
كقنطرة الرُّوميِّ أقسمَ ربها ** لتكفننْ حتى تُشادَ بقرمد
صُهابِيّة ُ العُثْنُونِ مُوجَدَة ُ القَرَا ** بعيدة ُ وخد الرِّجل موَّراة ُ اليد
أُمرُّتْ يداها فتلَ شزرٍ وأُجنحتْ ** لها عَضُداها في سَقِيفٍ مُسَنَّدِ
جنوحٌ دقاقٌ عندلٌ ثم أُفرعَتْ ** لها كتفاها في معالى ً مُصعَد
كأن عُلوبَ النّسع في دأياتها ** مَوَارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ
تَلاقَى ، وأحياناً تَبينُ كأنّها ** بَنائِقُ غُرٌّ في قميصٍ مُقَدَّدِ
وأتْلَعُ نَهّاضٌ إذا صَعّدَتْ به ** كسُكان بوصيٍّ بدجلة َ مُصعِد
وجمجمة ٌ مثلُ العَلاة كأنَّما ** وعى الملتقى منها إلى حرف مبرَد
وخدٌّ كقرطاس الشآمي ومشْفَرٌ **كسَبْتِ اليماني قدُّه لم يجرَّد
وعينان كالماويتين استكنَّتا ** بكهْفَيْ حِجاجَيْ صخرة ٍ قَلْتِ مورد
طَحُورانِ عُوّارَ القذى ، فتراهُما ** كمكحولَتي مذعورة أُمِّ فرقد
وصادِقَتا سَمْعِ التوجُّسِ للسُّرى ** لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أو لصَوْتٍ مُندِّد
مُؤلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتقَ فِيهِما، ** كسامعتيْ شاة بحوْمل مفرد
وَأرْوَعُ نَبّاضٌ أحَذُّ مُلَمْلَمٌ، كمِرداة **ِ صَخرٍ في صَفِيحٍ مُصَمَّدِ
وأعلمُ مخروتٌ من الأنف مارنٌ **عَتيقٌ مَتى تَرجُمْ به الأرض تَزدَدِ
وإنْ شئتُ لم تُرْقِلْ وإن شئتُ أرقَلتْ ** مخافة َ مَلويٍّ من القدِّ مُحصد
وإن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رأسُها ** وعامت بضبعيها نجاءَ الخفيْدَدِ
على مثلِها أمضي إذا قال صاحبي **ألا لَيتَني أفديكَ منها وأفْتَدي
وجاشَتْ إليه النّفسُ خوفاً، وخالَهُ **مُصاباً ولو أمسى على غَيرِ مَرصَدِ
إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟ خِلتُ أنّني ** عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
أحَلْتُ عليها بالقَطيعِ فأجذَمتْ، ** وقد خبَّ آل الأَمعز المتوقد
فذلك كما ذالت وليدة مجلس** تُري ربّها أذيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
ولستُ بحلاّل التلاع مخافة ً ** ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد
فان تبغني في حلقة القوم تلقَني** وإن تلتمِسْني في الحوانيت تصطد
متى تأتني أصبحتَ كأساً روية ً ** وإنْ كنتَ عنها ذا غِنًى فاغنَ وازْدَد
وانْ يلتقِِ الحيُّ الجميع تلاقيني ** إلى ذِروة ِ البَيتِ الرّفيع المُصَمَّدِ
نداماي بيضٌ كالنجوم وقينة ٌ ** تَروحُ عَلَينا بَينَ بُردٍ ومَجْسَدِ
رَحيبٌ قِطابُ الجَيبِ منها، رقيقَة ٌ * *بِجَسّ النّدامى ، بَضّة ُ المُتجرَّدِ
إذا نحنُ قُلنا: أسمِعِينا انبرَتْ لنا ** على رِسلها مطروفة ً لم تشدَّد
إذا رَجّعَتْ في صَوتِها خِلْتَ صَوْتَها ** تَجاوُبَ أظآرٍ على رُبَعٍ رَدي
وما زال تشرابي الخمور ولذَّتي ** وبَيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي
إلى أن تَحامَتني العَشيرة كلُّها،** وأُفرِدتُ إفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
رأيتُ بني غبراءَ لا يُنكِرونَني، ** ولا أهلُ هذاكَ الطرف الممدَّد
ألا أيُّهذا اللائمي أحضرَ الوغى ** وأن أشهدَ اللذّات، هل أنتَ مُخلِدي؟
فأن كنتَ لا تستطيع دفع منيَّتي ** فدعني أبادرها بما ملكتْ يدي
ولولا ثلاثٌ هُنّ مِنْ عِيشة ِ الفتى ، ** وجدِّكَ لم أحفل متى قامُ عوَّدي
فمِنهُنّ سَبْقي العاذِلاتِ بشَرْبَة ٍ ** كُمَيْتٍ متى ما تُعْلَ بالماءِ تُزبِد
وكَرّي، إذا نادى المُضافُ، مُحَنَّباً** كسيد الغضا نبّهته المتورِّد
وتقْصيرُ يوم الدَّجن والدَّجنُ مُعجِبٌ ** ببهكنة ٍ تحت الخباء المعَّمد
كأنّ البُرينَ والدّمالِيجَ عُلّقَتْ ** على عُشَرٍ، أو خِروَعٍ لم يُخَضَّد
كريمٌ يُرَوّي نفسه في حياتِهِ، **ستعلم ان مُتنا غداً أيُّنا الصدي
أرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بمالِهِ، ** كَقَبرِ غَويٍّ في البَطالَة ِ مُفسِدِ
تَرى جُثْوَتَينِ من تُرَابٍ، عَلَيهِما ** صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
أرى الموتً يعتام الكرام ويصطفي ** عقيلة مال الفاحش المتشدِّد
أرى العيش كنزاً ناقصاً كل ليلة ٍ** وما تَنقُصِ الأيّامُ والدّهرُ يَنفَدِ
لعمرُكَ إنَّ الموتَ ما أخطأ الفتى ** لَكالطِّوَلِ المُرخى وثِنياهُ باليَدِ
فما لي أراني وابنَ عمّي مالِكاً ** متى ادن منه ينأى عني ويبعد
يَلومُ وَما أَدري عَلامَ يَلومُني ** كَما لامَني في الحَيِّ قُرطُ بنُ مَعبَدِ
وأيأسني من كلِّ خيرٍ طلبتُه ** كأنّا وضعناه إلى رمس مُلحَد
على غير شئٍ قلتهُ غير أنني ** نَشَدْتُ فلم أُغْفِلْ حَمُولة َ مَعبَد
وقرّبْتُ بالقُرْبى ، وجَدّكَ إنّني ** متى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيثَة ِ أشهد
وِإن أُدْعَ للجلَّى أكن من حُماتها ** وإنْ يأتِكَ الأعداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ
وإن يَقذِفوا بالقَذع عِرْضَك أسقِهمْ ** بشرْبِ حياض الموت قبل التهدُّد
بلا حَدَثٍ أحْدَثْتُهُ، وكَمُحْدِثٍ **هجائي وقذفي بالشكاة ومطردي
فلو كان مولاي امرءاً هو غيره ** لَفَرّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرَني غَدي
ولكنّ مولاي امرؤٌ هو خانفي ** على الشكرِ والتَّسْآلِ أو أنا مُفتَد
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ً** على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد
فذرني وخُلْقي انني لكَ شاكرٌ ** ولو حلّ بيتي نائياًعندَ ضرغد
فلو شاءَ رَبي كنتُ قَيْسَ بنَ خالِدٍ،** ولو شاءَ ربي كنتُ عَمْرَو بنَ مَرثَد
فأصبحتُ ذا مال كثيرٍ وزارني ** بنونَ كرامٌ سادة ٌ لمسوّد
أنا الرّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعرِفونَهُ ** خَشاشٌ كرأس الحيّة المتوقّدِ
فآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحي بِطانَة ً ** لعضْبٍ رقيق الشَّفرتين مهنَّد
حُسامٍ، إذا ما قُمْتُ مُنْتَصِراً به ** كَفَى العَودَ منه البدءُ، ليسَ بمِعضَد
أخي ثقة لا ينثَني عن ضريبة ** إذا قيلَ:"مهلاً"قال حاجزه:"قَدي"
إذا ابتدرَ القومُ السلاح وجدتني ** مَنِيعاً، إذا بَلّتْ بقائِمِهِ يدي
وبرْكٍ هُجود قد أثارت مخافتي ** نواديها أمشي بعضب مجرَّد
فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيفٍ جُلالَةٌ * *عَقيلَةُ شَيخٍ كَالوَبيلِ يَلَندَدِ
يقولُ، وقد تَرّ الوَظِيفُ وساقُها: ** ألَسْتَ ترى أنْ قد أتَيْتَ بمُؤيِد؟
وقال:ألا ماذا ترون بشارب ** شديدٍ علينا بَغْيُهُ، مُتَعَمِّدِ؟
وقالَ ذَرُوهُ إنما نَفْعُها لهُ، **وإلاّ تَكُفّوا قاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ
فظلَّ الإماء يمتللْن حوارَها ** ويُسْعَى علينا بالسّدِيفِ المُسَرْهَدِ
فان مُتُّ فانعنيني بما أنا أهلهُ ** وشقّي عليَّ الجيبَ يا ابنة َ معْبد
ولا تَجْعَلِيني كامرىء ٍ ليسَ هَمُّهُ **كهمّي ولا يُغني غنائي ومشهدي
بطيءٍ عنِ الجُلّى ، سريعٍ إلى الخَنى ،** ذلول بأجماع الرجال ملهَّد
فلو كُنْتُ وَغْلاً في الرّجالِ لَضَرّني ** عداوة ُ ذي الأصحاب والمتوحِّد
ولكِنْ نَفى عنّي الرّجالَ جَراءتي **عليهِم وإقدامي وصِدْقي ومَحْتِدي
لَعَمْرُكَ، ما أمْري عليّ بغُمّة ٍ ** نهاري ولا ليلي على َّ بسرمد
ويومَ حبستُ النفس عند عراكه ** حِفاظاً على عَوراتِهِ والتّهَدّد
على مَوطِنٍ يخْشى الفتى عندَهُ الرّدى ،*** متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائِصُ تُرْعَد
وأصفرَ مضبوحٍ نظرتُ حواره ** على النار واستودعتهُ كفَّ مجمد
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ** ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوّد
ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له ** بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وقْتَ مَوعد
لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ، ** تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم ** يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً ** خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
عدولية ٌ أو من سفين ابن يامنٍ ** يجورُ بها المَّلاح طوراًويهتدي
يشقُّ حبابَ الماءِ حيزومها بها ** كما قسَمَ التُّربَ المُفايِلُ باليَدِ
وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ ** مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
خذولٌ تراعي ربرباً بخميلة ٍ ** تَناوَلُ أطرافَ البَريرِ، وتَرتَدي
وتبسمُ عن ألمَى كأنَّ مُنوراً ** تَخَلّلَ حُرَّ الرّمْلِ دِعْصٌ له نَدي
سقتهُ إياة ُ الشمس إلا لثاتهُ ** أُسف ولم تكدم عليه بإثمدِ
ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها** عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ
وإنّي لأمضي الهمّ، عند احتِضاره، ** بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي
أمونٍ كألواح الإرانِ نصَأْتُها ** على لاحب كأنهُ ظهرُ بُرجد
جَماليّة ٍ وجْناءَ تَردي كأنّها * *سَفَنَّجَة ٌ تَبري لأزعَرَ أربَدِ
تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت ** وَظيفاً وَظيفاً فَوق مَورٍ مُعبَّدِ
تربعت القفّين في الشول ترتعي ** حدائق موليِّ الأسرَّة أغيد
تَريعُ إلى صَوْتِ المُهيبِ، وتَتّقي، ** بِذي خُصَلٍ، رَوعاتِ أكلَفَ مُلبِدِ
كأن جناحي مضرحيٍّ تكنّفا * *حِفافَيْهِ شُكّا في العَسِيبِ بمَسرَدِ
فَطَوراً به خَلْفَ الزّميلِ، وتارة *ً * على حشف كالشنِّ ذاوٍ مجدّد
لها فَخِذانِ أُكْمِلَ النّحْضُ فيهما ** كأنّهُما بابا مُنِيفٍ مُمَرَّدِ
وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيّ خُلوفُهُ، ** وأجرِنَة ٌ لُزّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ
كَأَنَّ كِناسَي ضالَةٍ يُكنِفانِها ** وَأَطرَ قِسيٍّ تَحتَ صُلبٍ مُؤَيَّدِ
لَها مِرفَقانِ أَفتَلانِ كَأَنَّها ** تَمُرُّ بِسَلمَي دالِجٍ مُتَشَدَّدِ
كقنطرة الرُّوميِّ أقسمَ ربها ** لتكفننْ حتى تُشادَ بقرمد
صُهابِيّة ُ العُثْنُونِ مُوجَدَة ُ القَرَا ** بعيدة ُ وخد الرِّجل موَّراة ُ اليد
أُمرُّتْ يداها فتلَ شزرٍ وأُجنحتْ ** لها عَضُداها في سَقِيفٍ مُسَنَّدِ
جنوحٌ دقاقٌ عندلٌ ثم أُفرعَتْ ** لها كتفاها في معالى ً مُصعَد
كأن عُلوبَ النّسع في دأياتها ** مَوَارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ
تَلاقَى ، وأحياناً تَبينُ كأنّها ** بَنائِقُ غُرٌّ في قميصٍ مُقَدَّدِ
وأتْلَعُ نَهّاضٌ إذا صَعّدَتْ به ** كسُكان بوصيٍّ بدجلة َ مُصعِد
وجمجمة ٌ مثلُ العَلاة كأنَّما ** وعى الملتقى منها إلى حرف مبرَد
وخدٌّ كقرطاس الشآمي ومشْفَرٌ **كسَبْتِ اليماني قدُّه لم يجرَّد
وعينان كالماويتين استكنَّتا ** بكهْفَيْ حِجاجَيْ صخرة ٍ قَلْتِ مورد
طَحُورانِ عُوّارَ القذى ، فتراهُما ** كمكحولَتي مذعورة أُمِّ فرقد
وصادِقَتا سَمْعِ التوجُّسِ للسُّرى ** لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أو لصَوْتٍ مُندِّد
مُؤلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتقَ فِيهِما، ** كسامعتيْ شاة بحوْمل مفرد
وَأرْوَعُ نَبّاضٌ أحَذُّ مُلَمْلَمٌ، كمِرداة **ِ صَخرٍ في صَفِيحٍ مُصَمَّدِ
وأعلمُ مخروتٌ من الأنف مارنٌ **عَتيقٌ مَتى تَرجُمْ به الأرض تَزدَدِ
وإنْ شئتُ لم تُرْقِلْ وإن شئتُ أرقَلتْ ** مخافة َ مَلويٍّ من القدِّ مُحصد
وإن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رأسُها ** وعامت بضبعيها نجاءَ الخفيْدَدِ
على مثلِها أمضي إذا قال صاحبي **ألا لَيتَني أفديكَ منها وأفْتَدي
وجاشَتْ إليه النّفسُ خوفاً، وخالَهُ **مُصاباً ولو أمسى على غَيرِ مَرصَدِ
إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟ خِلتُ أنّني ** عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
أحَلْتُ عليها بالقَطيعِ فأجذَمتْ، ** وقد خبَّ آل الأَمعز المتوقد
فذلك كما ذالت وليدة مجلس** تُري ربّها أذيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
ولستُ بحلاّل التلاع مخافة ً ** ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد
فان تبغني في حلقة القوم تلقَني** وإن تلتمِسْني في الحوانيت تصطد
متى تأتني أصبحتَ كأساً روية ً ** وإنْ كنتَ عنها ذا غِنًى فاغنَ وازْدَد
وانْ يلتقِِ الحيُّ الجميع تلاقيني ** إلى ذِروة ِ البَيتِ الرّفيع المُصَمَّدِ
نداماي بيضٌ كالنجوم وقينة ٌ ** تَروحُ عَلَينا بَينَ بُردٍ ومَجْسَدِ
رَحيبٌ قِطابُ الجَيبِ منها، رقيقَة ٌ * *بِجَسّ النّدامى ، بَضّة ُ المُتجرَّدِ
إذا نحنُ قُلنا: أسمِعِينا انبرَتْ لنا ** على رِسلها مطروفة ً لم تشدَّد
إذا رَجّعَتْ في صَوتِها خِلْتَ صَوْتَها ** تَجاوُبَ أظآرٍ على رُبَعٍ رَدي
وما زال تشرابي الخمور ولذَّتي ** وبَيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي
إلى أن تَحامَتني العَشيرة كلُّها،** وأُفرِدتُ إفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
رأيتُ بني غبراءَ لا يُنكِرونَني، ** ولا أهلُ هذاكَ الطرف الممدَّد
ألا أيُّهذا اللائمي أحضرَ الوغى ** وأن أشهدَ اللذّات، هل أنتَ مُخلِدي؟
فأن كنتَ لا تستطيع دفع منيَّتي ** فدعني أبادرها بما ملكتْ يدي
ولولا ثلاثٌ هُنّ مِنْ عِيشة ِ الفتى ، ** وجدِّكَ لم أحفل متى قامُ عوَّدي
فمِنهُنّ سَبْقي العاذِلاتِ بشَرْبَة ٍ ** كُمَيْتٍ متى ما تُعْلَ بالماءِ تُزبِد
وكَرّي، إذا نادى المُضافُ، مُحَنَّباً** كسيد الغضا نبّهته المتورِّد
وتقْصيرُ يوم الدَّجن والدَّجنُ مُعجِبٌ ** ببهكنة ٍ تحت الخباء المعَّمد
كأنّ البُرينَ والدّمالِيجَ عُلّقَتْ ** على عُشَرٍ، أو خِروَعٍ لم يُخَضَّد
كريمٌ يُرَوّي نفسه في حياتِهِ، **ستعلم ان مُتنا غداً أيُّنا الصدي
أرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بمالِهِ، ** كَقَبرِ غَويٍّ في البَطالَة ِ مُفسِدِ
تَرى جُثْوَتَينِ من تُرَابٍ، عَلَيهِما ** صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
أرى الموتً يعتام الكرام ويصطفي ** عقيلة مال الفاحش المتشدِّد
أرى العيش كنزاً ناقصاً كل ليلة ٍ** وما تَنقُصِ الأيّامُ والدّهرُ يَنفَدِ
لعمرُكَ إنَّ الموتَ ما أخطأ الفتى ** لَكالطِّوَلِ المُرخى وثِنياهُ باليَدِ
فما لي أراني وابنَ عمّي مالِكاً ** متى ادن منه ينأى عني ويبعد
يَلومُ وَما أَدري عَلامَ يَلومُني ** كَما لامَني في الحَيِّ قُرطُ بنُ مَعبَدِ
وأيأسني من كلِّ خيرٍ طلبتُه ** كأنّا وضعناه إلى رمس مُلحَد
على غير شئٍ قلتهُ غير أنني ** نَشَدْتُ فلم أُغْفِلْ حَمُولة َ مَعبَد
وقرّبْتُ بالقُرْبى ، وجَدّكَ إنّني ** متى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيثَة ِ أشهد
وِإن أُدْعَ للجلَّى أكن من حُماتها ** وإنْ يأتِكَ الأعداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ
وإن يَقذِفوا بالقَذع عِرْضَك أسقِهمْ ** بشرْبِ حياض الموت قبل التهدُّد
بلا حَدَثٍ أحْدَثْتُهُ، وكَمُحْدِثٍ **هجائي وقذفي بالشكاة ومطردي
فلو كان مولاي امرءاً هو غيره ** لَفَرّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرَني غَدي
ولكنّ مولاي امرؤٌ هو خانفي ** على الشكرِ والتَّسْآلِ أو أنا مُفتَد
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ً** على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد
فذرني وخُلْقي انني لكَ شاكرٌ ** ولو حلّ بيتي نائياًعندَ ضرغد
فلو شاءَ رَبي كنتُ قَيْسَ بنَ خالِدٍ،** ولو شاءَ ربي كنتُ عَمْرَو بنَ مَرثَد
فأصبحتُ ذا مال كثيرٍ وزارني ** بنونَ كرامٌ سادة ٌ لمسوّد
أنا الرّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعرِفونَهُ ** خَشاشٌ كرأس الحيّة المتوقّدِ
فآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحي بِطانَة ً ** لعضْبٍ رقيق الشَّفرتين مهنَّد
حُسامٍ، إذا ما قُمْتُ مُنْتَصِراً به ** كَفَى العَودَ منه البدءُ، ليسَ بمِعضَد
أخي ثقة لا ينثَني عن ضريبة ** إذا قيلَ:"مهلاً"قال حاجزه:"قَدي"
إذا ابتدرَ القومُ السلاح وجدتني ** مَنِيعاً، إذا بَلّتْ بقائِمِهِ يدي
وبرْكٍ هُجود قد أثارت مخافتي ** نواديها أمشي بعضب مجرَّد
فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيفٍ جُلالَةٌ * *عَقيلَةُ شَيخٍ كَالوَبيلِ يَلَندَدِ
يقولُ، وقد تَرّ الوَظِيفُ وساقُها: ** ألَسْتَ ترى أنْ قد أتَيْتَ بمُؤيِد؟
وقال:ألا ماذا ترون بشارب ** شديدٍ علينا بَغْيُهُ، مُتَعَمِّدِ؟
وقالَ ذَرُوهُ إنما نَفْعُها لهُ، **وإلاّ تَكُفّوا قاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ
فظلَّ الإماء يمتللْن حوارَها ** ويُسْعَى علينا بالسّدِيفِ المُسَرْهَدِ
فان مُتُّ فانعنيني بما أنا أهلهُ ** وشقّي عليَّ الجيبَ يا ابنة َ معْبد
ولا تَجْعَلِيني كامرىء ٍ ليسَ هَمُّهُ **كهمّي ولا يُغني غنائي ومشهدي
بطيءٍ عنِ الجُلّى ، سريعٍ إلى الخَنى ،** ذلول بأجماع الرجال ملهَّد
فلو كُنْتُ وَغْلاً في الرّجالِ لَضَرّني ** عداوة ُ ذي الأصحاب والمتوحِّد
ولكِنْ نَفى عنّي الرّجالَ جَراءتي **عليهِم وإقدامي وصِدْقي ومَحْتِدي
لَعَمْرُكَ، ما أمْري عليّ بغُمّة ٍ ** نهاري ولا ليلي على َّ بسرمد
ويومَ حبستُ النفس عند عراكه ** حِفاظاً على عَوراتِهِ والتّهَدّد
على مَوطِنٍ يخْشى الفتى عندَهُ الرّدى ،*** متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائِصُ تُرْعَد
وأصفرَ مضبوحٍ نظرتُ حواره ** على النار واستودعتهُ كفَّ مجمد
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ** ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوّد
ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له ** بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وقْتَ مَوعد
الليث- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 403
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
رد: المعلقات العشر
معلقة الأعشى ودع هريرة
1ودع هريرة إن الركب مرتحل *** وهل تطيق وداعا أيها الرجل
2 غراء فرعاء مصقول عوارضها *** تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
3 كأن مشيتها من بيت جارتها *** مر السحابة لا ريث ولا عجل
4 تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت *** كما استعان بريح عشرق زجل
5 ليست كمن يكره الجيران طلعتها *** ولا تراها لسر الجار تختتل
6 يكاد يصرعها لولا تشددها *** إذا تقوم إلى جاراتها الكسل
7 إذا تعالج قرنا ساعة فترت *** واهتز منها ذنوب المتن والكفل
8 ملء الوشاح وصفر الدرع بهكنة *** إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل
9 صدت هريرة عنا ما تكلمنا *** جهلا بأم خليد حبل من تصل
10 أأن رأت رجلا أعشى أضر به *** ريب المنون ودهر مفند خبل
11 نعم الضجيع غداة البين يصرعها *** للذة المرء لا جاف ولا تفل
12 هركولة فنق درم مرافقها *** كأن أخمصها بالشوك منتعل
13 إذا تقوم يضوع المسك أصورة *** والزنبق الورد من أردانها شمل
14 ما روضة من رياض الحزن معشبة *** خضراء جاد عليها مسبل هطل
15 يضاحك الشمس منها كوكب شرق *** مؤزر بعميم النبت مكتهل
16 يوما بأطيب منها نشر رائحة *** ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
17 علقتها عرضا وعلقت رجلا *** غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
18 وعلقته فتاة ما يحاولها *** من أهلها ميت يهذي بها وهل
19 وعلقتني أخيرى ما تلائمني *** فاجتمع الحب حبا كله تبل
فكلنا مغرم يهذي بصاحبه *** ناء ودان ومحبول ومحتبل
21 قالت هريرة لما جئت زائرها *** ويلي عليك وويلي منك يا رجل
22 يا من يرى عارضا قد بت أرقبه *** كأنما البرق في حافاته الشعل
23 له رداف وجوز مفأم عمل *** منطق بسجال الماء متصل
24 لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه *** ولا اللذاذة من كأس ولا الكسل
25 فقلت للشرب في درنى وقد ثملوا: *** شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل
26 برقا يضيء على الأجزاع مسقطه *** وبالخبية منه عارض هطل
27 قالوا نمار فبطن الخال جادهما *** فالعسجدية فالأبلاء فالرجل
28 فالسفح يجري فخنزير فبرقته *** حتى تدافع منه الربو فالجبل
29 حتى تحمل منه الماء تكلفة *** روض القطا فكثيب الغينة السهل
30 يسقي ديارا لها قد أصبحت عزبا *** زورا تجانف عنها القود والرسل
31 وبلدة مثل ظهر الترس موحشة *** للجن بالليل في حافاتها زجل
32 لا يتنمى لها بالقيظ يركبها *** إلا الذين لهم فيما أتوا مهل
33 جاوزتها بطليح جسرة سرح *** في مرفقيها إذا استعرضتها فتل
34 إما ترينا حفاة لا نعال لنا *** إنا كذلك ما نحفى وننتعل
35 فقد أخالس رب البيت غفلته *** وقد يحاذر مني ثم ما يئل
36 وقد أقود الصبا يوما فيتبعني *** وقد يصاحبني ذوالشرة الغزل
37 وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني *** شاو مشل شلول شلشل شول
38 في فتية كسيوف الهند قد علموا *** أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل
39 نازعتهم قضب الريحان متكئا *** وقهوة مزة راووقها خضل
40 لا يستفيقون منها وهي راهنة *** إلا بهات وإن علوا وإن نهلوا
41 يسعى بها ذو زجاجات له نطف *** مقلص أسفل السربال معتمل
ومستجيب تخال الصنج يسمعه *** إذا ترجع فيه القينة الفضل
43 من كل ذلك يوم قد لهوت به *** وفي التجارب طول اللهو والغزل
44 والساحبات ذيول الخز آونة *** والرافلات على أعجازها العجل
45 أبلغ يزيد بني شيبان مألكة *** أبا ثبيت أما تنفك تأتكل
46 ألست منتهيا عن نحت أثلتنا *** ولست ضائرها ما أطت الإبل
47 تغري بنا رهط مسعود وإخوته *** عند اللقاء فتردي ثم تعتزل
48 لأعرفنك إن جد النفير بنا *** وشبت الحرب بالطواف واحتملوا
49 كناطح صخرة يوما ليفلقها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
50 لأعرفنك إن جدت عداوتنا *** والتمس النصر منكم عوض تحتمل
51 تلزم أرماح ذي الجدين سورتنا *** عند اللقاء فترديهم وتعتزل
52 لا تقعدن وقد أكلتها حطبا *** تعوذ من شرها يوما وتبتهل
53 قد كان في أهل كهف إن هم قعدوا *** والجاشرية من يسعى وينتضل
54 سائل بني أسد عنا فقد علموا *** أن سوف يأتيك من أنبائنا شكل
55 واسأل قشيرا وعبد الله كلهم *** واسأل ربيعة عنا كيف نفتعل
56 إنا نقاتلهم حتى نقتلهم *** عند اللقاء وهم جاروا وهم جهلوا
57 كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم *** إنا لأمثالكم يا قومنا قتل
58 حتى يظل عميد القوم متكئا *** يدفع بالراح عنه نسوة عجل
59 أصابه هندواني فأقصده *** أو ذابل من رماح الخط معتدل
60 قد نخضب العير في مكنون فائله *** وقد يشيط على أرماحنا البطل
61 هل تنتهون ولا ينهى ذوي شطط *** كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
62 إني لعمر الذي خطت مناسمها *** يخدي وسيق إليه الباقر الغيل
63 لئن قتلتم عميدا لم يكن صددا *** لنقتلن مثله منكم فنمتثل
64 لئن منيت بنا عن غب معركة *** لم تلفنا من دماء القوم ننتفل
65 نحن الفوارس يوم العين ضاحية *** جنبي فطيمة لا ميل ولا عزل
66 قالوا الركوب فقلنا تلك عادتنا *** أو تنزلون فإنا معشر نزل
1ودع هريرة إن الركب مرتحل *** وهل تطيق وداعا أيها الرجل
2 غراء فرعاء مصقول عوارضها *** تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
3 كأن مشيتها من بيت جارتها *** مر السحابة لا ريث ولا عجل
4 تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت *** كما استعان بريح عشرق زجل
5 ليست كمن يكره الجيران طلعتها *** ولا تراها لسر الجار تختتل
6 يكاد يصرعها لولا تشددها *** إذا تقوم إلى جاراتها الكسل
7 إذا تعالج قرنا ساعة فترت *** واهتز منها ذنوب المتن والكفل
8 ملء الوشاح وصفر الدرع بهكنة *** إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل
9 صدت هريرة عنا ما تكلمنا *** جهلا بأم خليد حبل من تصل
10 أأن رأت رجلا أعشى أضر به *** ريب المنون ودهر مفند خبل
11 نعم الضجيع غداة البين يصرعها *** للذة المرء لا جاف ولا تفل
12 هركولة فنق درم مرافقها *** كأن أخمصها بالشوك منتعل
13 إذا تقوم يضوع المسك أصورة *** والزنبق الورد من أردانها شمل
14 ما روضة من رياض الحزن معشبة *** خضراء جاد عليها مسبل هطل
15 يضاحك الشمس منها كوكب شرق *** مؤزر بعميم النبت مكتهل
16 يوما بأطيب منها نشر رائحة *** ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
17 علقتها عرضا وعلقت رجلا *** غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
18 وعلقته فتاة ما يحاولها *** من أهلها ميت يهذي بها وهل
19 وعلقتني أخيرى ما تلائمني *** فاجتمع الحب حبا كله تبل
فكلنا مغرم يهذي بصاحبه *** ناء ودان ومحبول ومحتبل
21 قالت هريرة لما جئت زائرها *** ويلي عليك وويلي منك يا رجل
22 يا من يرى عارضا قد بت أرقبه *** كأنما البرق في حافاته الشعل
23 له رداف وجوز مفأم عمل *** منطق بسجال الماء متصل
24 لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه *** ولا اللذاذة من كأس ولا الكسل
25 فقلت للشرب في درنى وقد ثملوا: *** شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل
26 برقا يضيء على الأجزاع مسقطه *** وبالخبية منه عارض هطل
27 قالوا نمار فبطن الخال جادهما *** فالعسجدية فالأبلاء فالرجل
28 فالسفح يجري فخنزير فبرقته *** حتى تدافع منه الربو فالجبل
29 حتى تحمل منه الماء تكلفة *** روض القطا فكثيب الغينة السهل
30 يسقي ديارا لها قد أصبحت عزبا *** زورا تجانف عنها القود والرسل
31 وبلدة مثل ظهر الترس موحشة *** للجن بالليل في حافاتها زجل
32 لا يتنمى لها بالقيظ يركبها *** إلا الذين لهم فيما أتوا مهل
33 جاوزتها بطليح جسرة سرح *** في مرفقيها إذا استعرضتها فتل
34 إما ترينا حفاة لا نعال لنا *** إنا كذلك ما نحفى وننتعل
35 فقد أخالس رب البيت غفلته *** وقد يحاذر مني ثم ما يئل
36 وقد أقود الصبا يوما فيتبعني *** وقد يصاحبني ذوالشرة الغزل
37 وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني *** شاو مشل شلول شلشل شول
38 في فتية كسيوف الهند قد علموا *** أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل
39 نازعتهم قضب الريحان متكئا *** وقهوة مزة راووقها خضل
40 لا يستفيقون منها وهي راهنة *** إلا بهات وإن علوا وإن نهلوا
41 يسعى بها ذو زجاجات له نطف *** مقلص أسفل السربال معتمل
ومستجيب تخال الصنج يسمعه *** إذا ترجع فيه القينة الفضل
43 من كل ذلك يوم قد لهوت به *** وفي التجارب طول اللهو والغزل
44 والساحبات ذيول الخز آونة *** والرافلات على أعجازها العجل
45 أبلغ يزيد بني شيبان مألكة *** أبا ثبيت أما تنفك تأتكل
46 ألست منتهيا عن نحت أثلتنا *** ولست ضائرها ما أطت الإبل
47 تغري بنا رهط مسعود وإخوته *** عند اللقاء فتردي ثم تعتزل
48 لأعرفنك إن جد النفير بنا *** وشبت الحرب بالطواف واحتملوا
49 كناطح صخرة يوما ليفلقها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
50 لأعرفنك إن جدت عداوتنا *** والتمس النصر منكم عوض تحتمل
51 تلزم أرماح ذي الجدين سورتنا *** عند اللقاء فترديهم وتعتزل
52 لا تقعدن وقد أكلتها حطبا *** تعوذ من شرها يوما وتبتهل
53 قد كان في أهل كهف إن هم قعدوا *** والجاشرية من يسعى وينتضل
54 سائل بني أسد عنا فقد علموا *** أن سوف يأتيك من أنبائنا شكل
55 واسأل قشيرا وعبد الله كلهم *** واسأل ربيعة عنا كيف نفتعل
56 إنا نقاتلهم حتى نقتلهم *** عند اللقاء وهم جاروا وهم جهلوا
57 كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم *** إنا لأمثالكم يا قومنا قتل
58 حتى يظل عميد القوم متكئا *** يدفع بالراح عنه نسوة عجل
59 أصابه هندواني فأقصده *** أو ذابل من رماح الخط معتدل
60 قد نخضب العير في مكنون فائله *** وقد يشيط على أرماحنا البطل
61 هل تنتهون ولا ينهى ذوي شطط *** كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
62 إني لعمر الذي خطت مناسمها *** يخدي وسيق إليه الباقر الغيل
63 لئن قتلتم عميدا لم يكن صددا *** لنقتلن مثله منكم فنمتثل
64 لئن منيت بنا عن غب معركة *** لم تلفنا من دماء القوم ننتفل
65 نحن الفوارس يوم العين ضاحية *** جنبي فطيمة لا ميل ولا عزل
66 قالوا الركوب فقلنا تلك عادتنا *** أو تنزلون فإنا معشر نزل
الليث- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 403
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
رد: المعلقات العشر
معلقة زهير بن أبي سلمى
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ **** بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ
وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا **** مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ
بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً **** وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً **** فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ
أَثَـافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَـلِ **** وَنُـؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـمِ
فَلَـمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا **** أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ
تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِـنٍ **** تَحَمَّلْـنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُـمِ
جَعَلْـنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ **** وَكَـمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ
عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّـةٍ **** وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِهَةُ الـدَّمِ
وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ **** عَلَيْهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِمِ المُتَنَعِّــمِ
بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْـرَةٍ **** فَهُـنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَـمِ
وَفِيْهـِنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَـرٌ **** أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّـاظِرِ المُتَوَسِّـمِ
كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْـزِلٍ **** نَـزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّـمِ
فَـلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُـهُ **** وَضَعْـنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّـمِ
ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَـهُ **** عَلَى كُلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْـأَمِ
فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ **** رِجَـالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُـمِ
يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا **** عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ
تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا **** تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً **** بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ
فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ **** بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ
عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا **** وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ
تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ **** يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ
يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً **** وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ
فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ **** مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ
أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً **** وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ
فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ **** لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ
يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ **** لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ
وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ **** وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً **** وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا **** وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ **** كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ
فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا **** قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ
لَعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ **** بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ
وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ **** فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ
وَقَـالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي **** عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ
فَشَـدَّ فَلَمْ يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً **** لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ
لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ **** لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ
جَـريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ **** سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ
دَعَـوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا **** غِمَـاراً تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ
فَقَضَّـوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا **** إِلَـى كَلَـأٍ مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ
لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ **** دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ
وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ **** وَلاَ وَهَـبٍ مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ
فَكُـلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ **** صَحِيْحَـاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ
لِحَـيِّ حَلالٍ يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ **** إِذَا طَـرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ
كِـرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ **** وَلا الجَـارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ
سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ **** ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ
وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ **** وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ
رأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ****تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ
وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ****يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ****يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ****عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ
وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ****إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ
وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ****وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ****يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ
وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ****يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ
وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ****يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ****وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ****وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ
وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ****زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ
لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ****فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ
وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ****وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ
سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ****وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ **** بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ
وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا **** مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ
بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً **** وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً **** فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ
أَثَـافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَـلِ **** وَنُـؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـمِ
فَلَـمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا **** أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ
تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِـنٍ **** تَحَمَّلْـنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُـمِ
جَعَلْـنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ **** وَكَـمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ
عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّـةٍ **** وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِهَةُ الـدَّمِ
وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ **** عَلَيْهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِمِ المُتَنَعِّــمِ
بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْـرَةٍ **** فَهُـنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَـمِ
وَفِيْهـِنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَـرٌ **** أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّـاظِرِ المُتَوَسِّـمِ
كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْـزِلٍ **** نَـزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّـمِ
فَـلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُـهُ **** وَضَعْـنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّـمِ
ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَـهُ **** عَلَى كُلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْـأَمِ
فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ **** رِجَـالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُـمِ
يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا **** عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ
تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا **** تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً **** بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ
فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ **** بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ
عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا **** وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ
تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ **** يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ
يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً **** وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ
فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ **** مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ
أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً **** وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ
فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ **** لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ
يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ **** لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ
وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ **** وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً **** وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا **** وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ **** كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ
فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا **** قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ
لَعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ **** بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ
وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ **** فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ
وَقَـالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي **** عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ
فَشَـدَّ فَلَمْ يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً **** لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ
لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ **** لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ
جَـريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ **** سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ
دَعَـوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا **** غِمَـاراً تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ
فَقَضَّـوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا **** إِلَـى كَلَـأٍ مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ
لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ **** دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ
وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ **** وَلاَ وَهَـبٍ مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ
فَكُـلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ **** صَحِيْحَـاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ
لِحَـيِّ حَلالٍ يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ **** إِذَا طَـرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ
كِـرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ **** وَلا الجَـارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ
سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ **** ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ
وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ **** وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ
رأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ****تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ
وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ****يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ****يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ****عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ
وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ****إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ
وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ****وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ****يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ
وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ****يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ
وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ****يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ****وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ****وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ
وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ****زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ
لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ****فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ
وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ****وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ
سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ****وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ
الليث- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 403
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
رد: المعلقات العشر
معلقة عبيد الأبرص
أقفـرَ من أهلهِ مَلْحـوبُ *** فالقُطبيَّــات فالذَّنـــوبُ
فَراكِـسٌ فثُعَيـلٍبــاتٌ *** فَـذاتَ فَـرقَـينِ فالقَـلِيبُ
فَعَـرْدةٌ ، فَقَفــا حِـبِرٍّ *** لَيسَ بِها مِنهُــمُ عَـريبُ
وبُدِّلَتْ مِنْ أهْلِها وُحوشًا *** وغًـيَّرتْ حالَها الخُطُــوبُ
أرضٌ تَوارَثَهـا الجُدوبُ *** فَكُـلُّ من حَلَّهـا مَحْـروبُ
إمَّـا قَتيـلاً وإمَّـا هَلْكـًا *** والشَّيْبُ شَـيْنٌ لِمَنْ يَشِـيبُ
عَينـاكَ دَمْعُهمـا سَـروبٌ *** كـأنَّ شَـأنَيهِمـا شَـعِيبُ
واهِيــةٌ أو مَعـينُ مَـعْنٍ *** مِنْ هَضْبـةٍ دونَها لَهـوبُ
أو فَلْجُ وادٍ بِبَطْـنِ أرضٍ *** لِلمـاءِ مِنْ تَحْتِهـا قَســيبُ
أوْ جَدولٌ في ظِلالِ نَخْـلٍ *** لِلمـاءِ مِنْ تَحتِهـا سَـكوبُ
تَصْبو وأنَّى لكَ التَّصابي ؟ *** أنَّي وقَد راعَـكَ المَشـيبُ
فإنْ يَكُـنْ حـالَ أجْمَعِهـا *** فلا بَـدِيٌّ ولا عَجـيبُ
أوْ يـكُ أقْفَـرَ مِنها جَـوُّها *** وعادَها المَحْـلُ والجُـدوبُ
فكُـلُّ ذي نِعْمـةٍ مَخلـوسٌ *** وكُـلُّ ذي أمَـلٍ مَكـذوبُ
فكُـلُّ ذي إبِـلٍ مَـوْروثٌ *** وكُـلُّ ذي سَـلْبٍ مَسْـلوبُ
فكُـلُّ ذي غَيْبـةٍ يَـؤوبُ *** وغـائِبُ المَـوْتِ لا يَغـيبُ
أعاقِـرٌ مِثْـلُ ذاتِ رَحْـمٍ *** أوْ غـانِمٌ مِثْـلُ مَنْ يَخـيبُ
مَنْ يَسْـألِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ *** وســــائِلُ اللهِ لا يَخـيبُ
باللهِ يُـدْرَكُ كُـلُّ خَـيْرٍ *** والقَـوْلُ في بعضِـهٍِ تَلغـيبُ
واللهُ ليسَ لهُ شَــريكٌ *** عـلاَّمُ مـا أخْفَـتِ القُلُـوبُ
أفْلِحْ بِما شِئْتَ قدْ يَبلُغُ بالضَّعْـ *** ـفِ وقَدْ يُخْـدَعُ الأرِيبُ
يَعِـظُ النَّاسُ مَنْ لا يَعِـظُ الدْ *** دَهْـرُ ولا يَنْفَـعُ التَّلْبِيبُ
إلاَّ سَــجِيَّـاتُ ما القُلُـو *** بُ وكمْ يُصَـيِّرْنَ شائنًا حَبِيبُ
سـاعِدْ بِأرضٍ إنْ كُنتَ فيها *** ولا تَقُـلْ إنَّنـي غَـريبُ
قدْ يُوصَلُ النَّازِحُ النَّائي وقد *** يُقْطَـعُ ذو السُّـهْمَةِ القَـريبُ
والمَرْءُ ما عاشَ في تَكْذيبٍ *** طُـولُ الحَيــاةِ لـهُ تَعْـذيبُ
يا رُبَّ مـاءٍ وَرَدتُّ آجِـنٍ *** سَـــبيلُهُ خـائفٌ جَـدِيبُ
رِيشُ الحَمـامِ على أرْجائِهِ *** لِلقَـلبِ مِنْ خَـوْفِـهِ وَجِـيبُ
قَطَعتـهُ غُـدْوة مُشِــيحًا *** وصــاحِبي بـادِنٌ خَبــوبُ
غَـيْرانةٌ مُوجَـدٌ فَقـارُهـا *** كـأنَّ حـارِكَهــا كَثِـيبُ
أخَـلَّفَ بـازِلاً سَـــديسٌ *** لا خُـفَّـةٌ هِـيَ ولا نَـيُـوبُ
كـأنَّهـا مِنْ حَمـيرِ غـاب *** جَـوْنٌ بِصَفْحـَتِــهِ نُـدوبُ
أوْ شَـبَبٌ يَـرْتَعي الرُّخامِي *** تَـلُـطُّـهُ شَـمْألٌ هَـبُـوبُ
فـذاكَ عَصْـرٌ وقدْ أرانـي *** تَحْمِـلُنـي نَهْـدَةٌ سَـرْحوبُ
مُضَـبَّرٌ خَلْـقُهـا تَضْـبيرًا *** يَنْشَـقُّ عَنْ وَجْهِهـا السَّـبيبُ
زَيْـتِـيَّـةٌ نائـمٌ عُـروقُهـا *** ولَـيِّنٌ أسْــرُها رَطِـيبُ
كـأنَّهـا لِقْــوَةٌ طَـلُـوبٌ *** تَـيْـبَسُ في وَكْـرِها القُـلُوبُ
بَـانَـتْ علَى إرْمٍ عَـذوبـًا *** كـأنَّهـا شَــيْخةٌ رَقُــوبُ
فَأَصْـبَحَتْ في غَـداةِ قُـرٍّ *** يَسْـقُطُ عَنْ رِيشِـها الضَّـريبُ
فَأبْصَرَتْ ثَعْلَـبًا سَـريعـًا *** ودونَـهُ سَــبْسَـبٌ جَـديـبُ
فَنَفَّـضَتْ رِيشَـها ووَلَّـتْ *** وَهْـيَ مِنْ نَهْضَـةٍ قَـريـبُ
فاشْـتالَ وارْتاعَ مِنْ حَسِيسٍ *** وفِعْلـهُ يَفعَــلُ المَـذْؤوبُ
فَنَهَضَـتْ نَحْـوَهُ حَثِـيثـًا *** وحَـرَّدتْ حَـرْدَهُ تَسِــيبُ
فَـدَبَّ مِنْ خَلفِهـا دَبيبـًا *** والعَـيْنُ حِمْـلاقُهـا مَقْلـوبُ
فـأدْرَكَتْـهُ فَطَـرَّحَتْــهُ *** والصَّـيْدُ مِنْ تَحْتِهـا مَكْـروبُ
فَجَـدَّلَـتْـهُ فَطَـرَّحَتْــهُ *** فكَـدَّحَتْ وَجْهَـهُ الجَـبوبُ
فعـاوَدَتْـهُ فَـرَفَّـعَـتْـهُ *** فـأرْسَـلَـتْـهُ وهُوَ مَكْـروبُ
يَضغُو ومِخْلَـبُهـا في دَفِـهِ *** لا بُـدَّ حَـيْزومُـهُ مَنقُــوبُ
أقفـرَ من أهلهِ مَلْحـوبُ *** فالقُطبيَّــات فالذَّنـــوبُ
فَراكِـسٌ فثُعَيـلٍبــاتٌ *** فَـذاتَ فَـرقَـينِ فالقَـلِيبُ
فَعَـرْدةٌ ، فَقَفــا حِـبِرٍّ *** لَيسَ بِها مِنهُــمُ عَـريبُ
وبُدِّلَتْ مِنْ أهْلِها وُحوشًا *** وغًـيَّرتْ حالَها الخُطُــوبُ
أرضٌ تَوارَثَهـا الجُدوبُ *** فَكُـلُّ من حَلَّهـا مَحْـروبُ
إمَّـا قَتيـلاً وإمَّـا هَلْكـًا *** والشَّيْبُ شَـيْنٌ لِمَنْ يَشِـيبُ
عَينـاكَ دَمْعُهمـا سَـروبٌ *** كـأنَّ شَـأنَيهِمـا شَـعِيبُ
واهِيــةٌ أو مَعـينُ مَـعْنٍ *** مِنْ هَضْبـةٍ دونَها لَهـوبُ
أو فَلْجُ وادٍ بِبَطْـنِ أرضٍ *** لِلمـاءِ مِنْ تَحْتِهـا قَســيبُ
أوْ جَدولٌ في ظِلالِ نَخْـلٍ *** لِلمـاءِ مِنْ تَحتِهـا سَـكوبُ
تَصْبو وأنَّى لكَ التَّصابي ؟ *** أنَّي وقَد راعَـكَ المَشـيبُ
فإنْ يَكُـنْ حـالَ أجْمَعِهـا *** فلا بَـدِيٌّ ولا عَجـيبُ
أوْ يـكُ أقْفَـرَ مِنها جَـوُّها *** وعادَها المَحْـلُ والجُـدوبُ
فكُـلُّ ذي نِعْمـةٍ مَخلـوسٌ *** وكُـلُّ ذي أمَـلٍ مَكـذوبُ
فكُـلُّ ذي إبِـلٍ مَـوْروثٌ *** وكُـلُّ ذي سَـلْبٍ مَسْـلوبُ
فكُـلُّ ذي غَيْبـةٍ يَـؤوبُ *** وغـائِبُ المَـوْتِ لا يَغـيبُ
أعاقِـرٌ مِثْـلُ ذاتِ رَحْـمٍ *** أوْ غـانِمٌ مِثْـلُ مَنْ يَخـيبُ
مَنْ يَسْـألِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ *** وســــائِلُ اللهِ لا يَخـيبُ
باللهِ يُـدْرَكُ كُـلُّ خَـيْرٍ *** والقَـوْلُ في بعضِـهٍِ تَلغـيبُ
واللهُ ليسَ لهُ شَــريكٌ *** عـلاَّمُ مـا أخْفَـتِ القُلُـوبُ
أفْلِحْ بِما شِئْتَ قدْ يَبلُغُ بالضَّعْـ *** ـفِ وقَدْ يُخْـدَعُ الأرِيبُ
يَعِـظُ النَّاسُ مَنْ لا يَعِـظُ الدْ *** دَهْـرُ ولا يَنْفَـعُ التَّلْبِيبُ
إلاَّ سَــجِيَّـاتُ ما القُلُـو *** بُ وكمْ يُصَـيِّرْنَ شائنًا حَبِيبُ
سـاعِدْ بِأرضٍ إنْ كُنتَ فيها *** ولا تَقُـلْ إنَّنـي غَـريبُ
قدْ يُوصَلُ النَّازِحُ النَّائي وقد *** يُقْطَـعُ ذو السُّـهْمَةِ القَـريبُ
والمَرْءُ ما عاشَ في تَكْذيبٍ *** طُـولُ الحَيــاةِ لـهُ تَعْـذيبُ
يا رُبَّ مـاءٍ وَرَدتُّ آجِـنٍ *** سَـــبيلُهُ خـائفٌ جَـدِيبُ
رِيشُ الحَمـامِ على أرْجائِهِ *** لِلقَـلبِ مِنْ خَـوْفِـهِ وَجِـيبُ
قَطَعتـهُ غُـدْوة مُشِــيحًا *** وصــاحِبي بـادِنٌ خَبــوبُ
غَـيْرانةٌ مُوجَـدٌ فَقـارُهـا *** كـأنَّ حـارِكَهــا كَثِـيبُ
أخَـلَّفَ بـازِلاً سَـــديسٌ *** لا خُـفَّـةٌ هِـيَ ولا نَـيُـوبُ
كـأنَّهـا مِنْ حَمـيرِ غـاب *** جَـوْنٌ بِصَفْحـَتِــهِ نُـدوبُ
أوْ شَـبَبٌ يَـرْتَعي الرُّخامِي *** تَـلُـطُّـهُ شَـمْألٌ هَـبُـوبُ
فـذاكَ عَصْـرٌ وقدْ أرانـي *** تَحْمِـلُنـي نَهْـدَةٌ سَـرْحوبُ
مُضَـبَّرٌ خَلْـقُهـا تَضْـبيرًا *** يَنْشَـقُّ عَنْ وَجْهِهـا السَّـبيبُ
زَيْـتِـيَّـةٌ نائـمٌ عُـروقُهـا *** ولَـيِّنٌ أسْــرُها رَطِـيبُ
كـأنَّهـا لِقْــوَةٌ طَـلُـوبٌ *** تَـيْـبَسُ في وَكْـرِها القُـلُوبُ
بَـانَـتْ علَى إرْمٍ عَـذوبـًا *** كـأنَّهـا شَــيْخةٌ رَقُــوبُ
فَأَصْـبَحَتْ في غَـداةِ قُـرٍّ *** يَسْـقُطُ عَنْ رِيشِـها الضَّـريبُ
فَأبْصَرَتْ ثَعْلَـبًا سَـريعـًا *** ودونَـهُ سَــبْسَـبٌ جَـديـبُ
فَنَفَّـضَتْ رِيشَـها ووَلَّـتْ *** وَهْـيَ مِنْ نَهْضَـةٍ قَـريـبُ
فاشْـتالَ وارْتاعَ مِنْ حَسِيسٍ *** وفِعْلـهُ يَفعَــلُ المَـذْؤوبُ
فَنَهَضَـتْ نَحْـوَهُ حَثِـيثـًا *** وحَـرَّدتْ حَـرْدَهُ تَسِــيبُ
فَـدَبَّ مِنْ خَلفِهـا دَبيبـًا *** والعَـيْنُ حِمْـلاقُهـا مَقْلـوبُ
فـأدْرَكَتْـهُ فَطَـرَّحَتْــهُ *** والصَّـيْدُ مِنْ تَحْتِهـا مَكْـروبُ
فَجَـدَّلَـتْـهُ فَطَـرَّحَتْــهُ *** فكَـدَّحَتْ وَجْهَـهُ الجَـبوبُ
فعـاوَدَتْـهُ فَـرَفَّـعَـتْـهُ *** فـأرْسَـلَـتْـهُ وهُوَ مَكْـروبُ
يَضغُو ومِخْلَـبُهـا في دَفِـهِ *** لا بُـدَّ حَـيْزومُـهُ مَنقُــوبُ
الليث- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 403
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
رد: المعلقات العشر
معلقة النابغة الذبياني
يا دارَ مَيّةَ بالعَليْاءِ فالسَّنَد *** أقْوَتْ وطَالَ عليها سالفُ الأبَدِ
وقفتُ فيها أُصَيلانًا أُسائِلُها *** عَيَّتْ جَوابًا وما بالرَّبعِ مِن أحَدِ
إلاّ الأواريَّ لأيًا ما أُبَيّنُهَا *** والنُّؤيُ كالحَوْضِ بالمَظلومَةِ الجَلَدِ
رُدَّتْ عليَهِ أقاصيهِ ، ولَبَّدَهُ *** ضَرْبُ الوليدةِ بالمِسْحاة ِ في الثَّأَدِ
خلَّتْ سَبيلَ أتيٍّ كانَ يَحبسُهُ *** ورَفَّعتْهُ إلى السَّجْفينِ فالنَّضَدِ
أمسَتْ خَلاءً وأمسَى أهلُها احْتمَلُوا *** أخْنَى عَليها الذي أخْنَى على لُبَدِ
فعَدِّ عَمَّا ترَى إذْ لا ارتِجاعَ لهُ *** وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانةٍ أُجُدِ
مَقْذوفةٍ بدَخيس النَّحْضِ بازِلُها *** له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ
كأنَّ رَحْلي وقد زالَ النّهارُ بنا *** يَومَ الجَليلِ على مُستأنِسٍ وحَدِ
مِن وَحشِ وَجرةَ مَوشيٍّ أكارِِعهُ *** طَاوِي المَصيرِ كَسِيفِ الصَّيقَلِ الفَرَدِ
سَرتْ عليه مِن الجَوزاءِ سَاريةٌ *** تُزجي الشَّمالُ عليهِ جامِدَ البَرَدِ
فَارتاعَ مِن صَوتِ كلابٍ فباتَ لهُ *** طَوْعَ الشَّوامتِ مِن خَوْفٍ ومِن صَرَدِ
وكانَ ضُمْرانُ مِنهُ حيثُ يُوزِعُهُ *** طَعنَ المُعارِكِ عند المَحجَرِ النَّجُدِ
شكَّ الفَريصةَ بالمِدْرَى فأنفَذَها *** طَعنَ المُبَيطِرِ إذ يَشفي مِن العَضَدِ
كأنّهُ خارجًا من جَنبِ صَفْحَتَهِ *** سَفُّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عِندَ مُفْتَأدِ
فظَلَّ يَعجَمُ أعلَى الرَّوْقِ مُنقبضًا *** في حَالكِ اللَّوْنِ صدقٍ غَيرِ ذي أوَدِ
لمَّا رأى واشقٌ إقعاصَ صاحبِهِ *** ولا سَبيلَ إلى عَقلٍ ولا قَوَدِ
قالتْ له النفسُ : إنِّي لا أرَى طَمعًا *** وإنَّ مَوْلاكَ لم يَسْلمْ ولم يَصِدِ
فَتلكَ تُبلِغُني النُّعمانَ أنَّ لهُ *** فضلاً على النَّاسِ في الأدنَى وفي البَعَدِ
ولا أرَى فاعِلاً في النَّاسِ يُشبِهُهُ *** ولا أُحاشِي مِن الأقْوَامِ من أحَدِ
إلاّ سُليمانَ إذ قالَ الإلهُ لهُ *** قًُمْ في البريَّةِ فاحْدُدْها عنِ الفَنَدِ
وخيِّسِ الجِنَّ إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ *** يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ
فمَنْ أطاعَكََ فانفَعْهُ بطاعتهِ *** كما أطاعَكَ وادْلُلْهُ على الرَّشَّدِ
ومنْ عَصاكَ فعاقِبْهُ مُعاقَبَةً *** تَنْهَى الظَّلومَ ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ
إلاّ لِمثْلِك َ، أوْ مَنْ أنتَ سَابِقُهُ *** سبقَ الجوادِ إذا اسْتَولَى على الأمَدِ
أعطَى لفارِهَةٍ حُلوٍ توابِعُها *** منَ المَواهِبِ لا تُعْطَى على نَكَدِ
الواهِبُ المائَةَ المعْكاءَ زيَّنَها *** سَعْدانُ توضِحُ في أوْبارِها اللِّبَدِ
والراكضَاتِ ذُيولَ الرَّيْطِ فَنَّقَها *** بَرْدُ الهَواجرِ كالغزلانِ بالجَردِ
والخَيلَ تَمزَغُ غربًا في أعِنَّتِها *** كالطَّيرِ تَنجو من الشُّؤْبوبِ ذي البَرَدِ
والأُدمُ قدْ خُيِّسَتْ فُتلاً مَرافِقُها *** مَشدودَةً برِحَالِ الحِيِرة ِ الجُدَدِ
واحْكمْ كَحُكمِ فَتاة ِ الحيِّ إذْ نَظَرتْ *** إلى حَمامِ شِراعٍ وَارِدِ الثَّمَدِ
يَحفُّهُ جانبًا نيقٍ وتُتْبِعُهُ *** مِثلَ الزُّجاجَةِ لم تَكْحلْ من الرَّمَدِ
قالتْ ألا لَيْتَما هذا الحَمامُ لنا *** إلى حَمامَتِنا ونِصفُهُ فَقَدِ
فَحسَّبُوهُ فألْفَوْهُ كما حَسَبَتْ *** تِسعًا وتِسعينَ لم تَنقُصْ ولم تَزِدِ
فَكمَّلتْ مائةً فيها حَمامتُها *** وأسْرَعتْ حِسْبةً في ذلكَ العَدَدِ
فلا لَعَمْرُ الذي مَسَّحتُ كَعبتَهُ *** وما هُريقَ على الأنْصابِ من جَسَدِ
والمؤمنِ العائِذاتِ الطّيرَ تمسَحُها *** رُكْبانَ مكَّة َ بينَ الغَيْلِ والسَّعَدِ
ما إنْ أتيتُ بشَيءٍ أنتَ تَكْرهُهُ *** إذًا فلا رَفَعَتْ سَوْطي إليَّ يَدِي
إلاّ مقالة َ أقوامٍ شَقيتُ بها *** كانَتْ مقالَتُهُمْ قَرْعًا على الكَبِدِ
إذًا فَعاقبني ربِّي مُعاقبةً *** قَرَّتْ بها عَينُ منْ يأتيكَ بالفَنَدِ
هذا لأبرأَ مِنْ قَوْلٍ قُذِفْتُ بِهِ *** طَارَتْ نَوافِذُهُ حَرًّا على كَبِدي
أُنْبِئْتُ أنَّ أبا قابوسَ أوْعَدَني *** ولا قَرارَ على زَأْرٍ منَ الأسَدِ
مَهْلاً فِداءٌ لك الأقوامِ كُلّهُمُ *** وما أُثَمِّرُ من مالٍ ومنْ وَلَدِ
لا تَقْذِفْني بِرُكْنٍ لا كَفاءَ لهُ *** وإنْ تَأثَّفَكَ الأعداءُ بالرَّفَدِ
فما الفُراتُ إذا هَبَّ الرِّياحُ لهُ *** تَرمي أواذيُّهُ العبْرَينِ بالزَّبَدِ
يَمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ *** فيهِ رِكامٌ من اليَنْبوتِ والخَضَدِ
يظَلُّ مِن خَوفِهِ المَلاَّحُ مُعتَصِمًا *** بالخَيْزرانَةِ بَعدَ الأيْنِ والنَّجَدِ
يومًا بِأجْوَدَ منهُ سَيْبَ نافِلَةٍ *** ولا يَحُولُ عَطاءُ اليومِ دونَ غَدِ
هذا الثَّناءُ فإنْ تَسمَعْ به حَسَنًا *** فلم أُعرِّض أبَيتَ اللّعنَ بالصَّفَدِ
ها إنَّ ذي عِذرَة ٌ إلاَّ تكُنْ نَفَعَتْ *** فإنَّ صاحبَها مُشاركُ النَّكَدِ
يا دارَ مَيّةَ بالعَليْاءِ فالسَّنَد *** أقْوَتْ وطَالَ عليها سالفُ الأبَدِ
وقفتُ فيها أُصَيلانًا أُسائِلُها *** عَيَّتْ جَوابًا وما بالرَّبعِ مِن أحَدِ
إلاّ الأواريَّ لأيًا ما أُبَيّنُهَا *** والنُّؤيُ كالحَوْضِ بالمَظلومَةِ الجَلَدِ
رُدَّتْ عليَهِ أقاصيهِ ، ولَبَّدَهُ *** ضَرْبُ الوليدةِ بالمِسْحاة ِ في الثَّأَدِ
خلَّتْ سَبيلَ أتيٍّ كانَ يَحبسُهُ *** ورَفَّعتْهُ إلى السَّجْفينِ فالنَّضَدِ
أمسَتْ خَلاءً وأمسَى أهلُها احْتمَلُوا *** أخْنَى عَليها الذي أخْنَى على لُبَدِ
فعَدِّ عَمَّا ترَى إذْ لا ارتِجاعَ لهُ *** وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانةٍ أُجُدِ
مَقْذوفةٍ بدَخيس النَّحْضِ بازِلُها *** له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ
كأنَّ رَحْلي وقد زالَ النّهارُ بنا *** يَومَ الجَليلِ على مُستأنِسٍ وحَدِ
مِن وَحشِ وَجرةَ مَوشيٍّ أكارِِعهُ *** طَاوِي المَصيرِ كَسِيفِ الصَّيقَلِ الفَرَدِ
سَرتْ عليه مِن الجَوزاءِ سَاريةٌ *** تُزجي الشَّمالُ عليهِ جامِدَ البَرَدِ
فَارتاعَ مِن صَوتِ كلابٍ فباتَ لهُ *** طَوْعَ الشَّوامتِ مِن خَوْفٍ ومِن صَرَدِ
وكانَ ضُمْرانُ مِنهُ حيثُ يُوزِعُهُ *** طَعنَ المُعارِكِ عند المَحجَرِ النَّجُدِ
شكَّ الفَريصةَ بالمِدْرَى فأنفَذَها *** طَعنَ المُبَيطِرِ إذ يَشفي مِن العَضَدِ
كأنّهُ خارجًا من جَنبِ صَفْحَتَهِ *** سَفُّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عِندَ مُفْتَأدِ
فظَلَّ يَعجَمُ أعلَى الرَّوْقِ مُنقبضًا *** في حَالكِ اللَّوْنِ صدقٍ غَيرِ ذي أوَدِ
لمَّا رأى واشقٌ إقعاصَ صاحبِهِ *** ولا سَبيلَ إلى عَقلٍ ولا قَوَدِ
قالتْ له النفسُ : إنِّي لا أرَى طَمعًا *** وإنَّ مَوْلاكَ لم يَسْلمْ ولم يَصِدِ
فَتلكَ تُبلِغُني النُّعمانَ أنَّ لهُ *** فضلاً على النَّاسِ في الأدنَى وفي البَعَدِ
ولا أرَى فاعِلاً في النَّاسِ يُشبِهُهُ *** ولا أُحاشِي مِن الأقْوَامِ من أحَدِ
إلاّ سُليمانَ إذ قالَ الإلهُ لهُ *** قًُمْ في البريَّةِ فاحْدُدْها عنِ الفَنَدِ
وخيِّسِ الجِنَّ إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ *** يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ
فمَنْ أطاعَكََ فانفَعْهُ بطاعتهِ *** كما أطاعَكَ وادْلُلْهُ على الرَّشَّدِ
ومنْ عَصاكَ فعاقِبْهُ مُعاقَبَةً *** تَنْهَى الظَّلومَ ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ
إلاّ لِمثْلِك َ، أوْ مَنْ أنتَ سَابِقُهُ *** سبقَ الجوادِ إذا اسْتَولَى على الأمَدِ
أعطَى لفارِهَةٍ حُلوٍ توابِعُها *** منَ المَواهِبِ لا تُعْطَى على نَكَدِ
الواهِبُ المائَةَ المعْكاءَ زيَّنَها *** سَعْدانُ توضِحُ في أوْبارِها اللِّبَدِ
والراكضَاتِ ذُيولَ الرَّيْطِ فَنَّقَها *** بَرْدُ الهَواجرِ كالغزلانِ بالجَردِ
والخَيلَ تَمزَغُ غربًا في أعِنَّتِها *** كالطَّيرِ تَنجو من الشُّؤْبوبِ ذي البَرَدِ
والأُدمُ قدْ خُيِّسَتْ فُتلاً مَرافِقُها *** مَشدودَةً برِحَالِ الحِيِرة ِ الجُدَدِ
واحْكمْ كَحُكمِ فَتاة ِ الحيِّ إذْ نَظَرتْ *** إلى حَمامِ شِراعٍ وَارِدِ الثَّمَدِ
يَحفُّهُ جانبًا نيقٍ وتُتْبِعُهُ *** مِثلَ الزُّجاجَةِ لم تَكْحلْ من الرَّمَدِ
قالتْ ألا لَيْتَما هذا الحَمامُ لنا *** إلى حَمامَتِنا ونِصفُهُ فَقَدِ
فَحسَّبُوهُ فألْفَوْهُ كما حَسَبَتْ *** تِسعًا وتِسعينَ لم تَنقُصْ ولم تَزِدِ
فَكمَّلتْ مائةً فيها حَمامتُها *** وأسْرَعتْ حِسْبةً في ذلكَ العَدَدِ
فلا لَعَمْرُ الذي مَسَّحتُ كَعبتَهُ *** وما هُريقَ على الأنْصابِ من جَسَدِ
والمؤمنِ العائِذاتِ الطّيرَ تمسَحُها *** رُكْبانَ مكَّة َ بينَ الغَيْلِ والسَّعَدِ
ما إنْ أتيتُ بشَيءٍ أنتَ تَكْرهُهُ *** إذًا فلا رَفَعَتْ سَوْطي إليَّ يَدِي
إلاّ مقالة َ أقوامٍ شَقيتُ بها *** كانَتْ مقالَتُهُمْ قَرْعًا على الكَبِدِ
إذًا فَعاقبني ربِّي مُعاقبةً *** قَرَّتْ بها عَينُ منْ يأتيكَ بالفَنَدِ
هذا لأبرأَ مِنْ قَوْلٍ قُذِفْتُ بِهِ *** طَارَتْ نَوافِذُهُ حَرًّا على كَبِدي
أُنْبِئْتُ أنَّ أبا قابوسَ أوْعَدَني *** ولا قَرارَ على زَأْرٍ منَ الأسَدِ
مَهْلاً فِداءٌ لك الأقوامِ كُلّهُمُ *** وما أُثَمِّرُ من مالٍ ومنْ وَلَدِ
لا تَقْذِفْني بِرُكْنٍ لا كَفاءَ لهُ *** وإنْ تَأثَّفَكَ الأعداءُ بالرَّفَدِ
فما الفُراتُ إذا هَبَّ الرِّياحُ لهُ *** تَرمي أواذيُّهُ العبْرَينِ بالزَّبَدِ
يَمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ *** فيهِ رِكامٌ من اليَنْبوتِ والخَضَدِ
يظَلُّ مِن خَوفِهِ المَلاَّحُ مُعتَصِمًا *** بالخَيْزرانَةِ بَعدَ الأيْنِ والنَّجَدِ
يومًا بِأجْوَدَ منهُ سَيْبَ نافِلَةٍ *** ولا يَحُولُ عَطاءُ اليومِ دونَ غَدِ
هذا الثَّناءُ فإنْ تَسمَعْ به حَسَنًا *** فلم أُعرِّض أبَيتَ اللّعنَ بالصَّفَدِ
ها إنَّ ذي عِذرَة ٌ إلاَّ تكُنْ نَفَعَتْ *** فإنَّ صاحبَها مُشاركُ النَّكَدِ
الليث- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 403
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
رد: المعلقات العشر
شكرا لك موضوع أكثر من رائع
ماجد العاسمي- المدير العام
- عدد المشاركات : 596
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
رد: المعلقات العشر
مشكور على الموضوع
انور العاسمي- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 580
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى