هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟
+4
ابن الكتاب
سيف
الادبي
رامي العاسمي
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟
في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته
المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك
التحية، وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع
ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل، وتكررت اللقاءات أمام الكشك
بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر
أبكم لا يتكلم.
إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم
متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع
الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية.
فقال صاحبنا : وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟
فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟
فقال صاحبنا: لا
قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟
فسأله صاحبنا : وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟
فقال : أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى
عليه التحية.
فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟
قال: نعم.
قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟
فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.
فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب.
ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا
فإن ما يجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها
لغيرنا، ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني
سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو
المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ، ولكن حين
أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن
به، وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق.
ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار
فإن ألقينا على السم سما زاد أذاه وإن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها
اشتعالا، صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن
حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة
أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم
نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين
الصواب والخطأ.
المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك
التحية، وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع
ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل، وتكررت اللقاءات أمام الكشك
بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر
أبكم لا يتكلم.
إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم
متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع
الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية.
فقال صاحبنا : وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟
فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟
فقال صاحبنا: لا
قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟
فسأله صاحبنا : وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟
فقال : أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى
عليه التحية.
فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟
قال: نعم.
قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟
فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.
فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب.
ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا
فإن ما يجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها
لغيرنا، ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني
سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو
المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ، ولكن حين
أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن
به، وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق.
ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار
فإن ألقينا على السم سما زاد أذاه وإن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها
اشتعالا، صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن
حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة
أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم
نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين
الصواب والخطأ.
رامي العاسمي- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 372
تاريخ التسجيل : 23/12/2008
رد: هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟
مشكور على الموضوع الروعة يا ابن خالتي
اشكرك من الاعماق
اشكرك من الاعماق
الادبي- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 2715
العمر : 31
الموقع : matrix566@hotmail.com
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
رد: هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟
نعم الموعظة هذه ---
اشكرك
دمت بود
فكل اناء بما فيه ينضح
اشكرك
دمت بود
فكل اناء بما فيه ينضح
سيف- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 150
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
رد: هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟
جزاك الله كل خير أخي رامي
ابن الكتاب- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 171
الموقع : المكتبة
تاريخ التسجيل : 22/08/2009
رد: هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟
سلمت يداك اخ رامي فالقاء التحية سنة وردها واجب
فله الاجر والثواب ان شاء الله
فله الاجر والثواب ان شاء الله
هتلر- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 1014
العمر : 36
الموقع : daraa_syria@yahoo.com
تاريخ التسجيل : 29/08/2009
رد: هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟
قصة و موعظة في قمة الروعة....
أشكرك جزيل الشكر...
تحياتي...
أشكرك جزيل الشكر...
تحياتي...
*~.CuTe G!rL.~*- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 1990
تاريخ التسجيل : 26/05/2009
رد: هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟
حبيبي أبو الريم اَسفين على التأخير
خلينا نشوفك يسلمو ايديك يا غالي
خلينا نشوفك يسلمو ايديك يا غالي
Iron man- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 173
تاريخ التسجيل : 10/09/2009
رد: هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب ؟
بالظاهر أكتر الناس بهالوقت بيتأثروا بالعادات والسلوك الخاطئ
ان شاء الله يكون الجميع متل هاد الرجل يلي ضل محافظ على موقفوا الصح
مشكور اخ رامي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا اولا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم))
ان شاء الله يكون الجميع متل هاد الرجل يلي ضل محافظ على موقفوا الصح
مشكور اخ رامي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا اولا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم))
Abo Osama- طالب ممتاز
- عدد المشاركات : 1355
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 16/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى