ثانوية داعل الرسمية
الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك3 Ezlb9t10

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية داعل الرسمية
الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك3 Ezlb9t10
ثانوية داعل الرسمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك3

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك3 Empty الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك3

مُساهمة من طرف الليث الإثنين مارس 09, 2009 1:15 pm

-مسائل نحوية وصرفية:

لاحظ العلماء اللغويون القدماء أن هناك شعراً للصعاليك تصرف فيه أصحابه كما يشاؤون ولم يتقيدوا بالقواعد النحوية والصرفية المعتمدة فوجدوا بعض الكلمات التي أتت على وزن لم يستعمله أحد الشعراء قبلهم أو أنهم صرفوا الفعل على غير القياس.. من هذه الأبيات قول عروة:

أطعت الآمرين بصرم سلمى *** فطاروا في عضاه اليستعور(28)

قال ابن جني "لم يجئ في الأسماء يفتعول إلا يستعور وهو موضع(29)" وقال صاحب اللسان "بل هو شجر يستاك به.. وقيل إنه يريد السعير"(30).

وقول عروة:

وقالوا ما تشاء؟ فقلت: ألهو *** إلى الصباح آثر ذي أثير(31)

فهو أراد اللهو فوضع ألهو موضعه لدلالة الفعل على مصدره. وهو مثال قولك لمن قال لك: ما يصنع زيد؟ يصلي، أو يقرأ، أي الصلاة والقراءة.

وقول السليك:

على قَرَماء عالية شواه *** كأن بياض غرته خمار(32)

فقرَ ماء على وزن فعلاء وهو مثال نادر في الاسم والصفة.

وقول عروة:

إذا قلت قد جاء الغنى حال دونه *** أبو صبية يشكو المفاقر أعجف(33)

فجمع المفاقر على غير قياس وهي جمع للفقير..

ومن الشواهد التي تصرف فيها الشعراء صرفياً في الفعل قول الأعلم:

كأن ملاءتيّ على هِزفٍ *** يعُن مع العشية للرئال(34)

فرفع عين الفعل يعُن والصحيح كسر عين الفعل عن يعن.

ويلحق بهذه الخاصة خاصة أخرى هي استعمال بعض الألفاظ لغير الأصل:

يقول أبو خراش:

ولا أمغر الساقين ظل كأنه *** على محزئلاّت الأكام نصيل(35)

فالأمغر يقال للرجل، ويقال للمرأة مغراء ولكن أبا خراش استعمل اللفظ للإبل. ويقال للرجل إذا سقط خرَّ لكن أبا خراش أعطى هذه الصفة للسيف. يقول:

به أدع الكمي على يديه *** يخرّ تخاله نسراً قشيبا(36)

أما تأبط شراً فيرى أن السماء هي أم النجوم، وقيل إن أم النجوم المجرة لأنه ليس من السماء بقعة أكثر عدد الكواكب منها. يقول:

يرى الوحشة الأنس الأنيس ويهتدي *** بحيث اهتدت أم النجوم الشوابك(37)

6-عيوب الشعر:

يعد عروة الوحيد بين الشعراء الصعاليك الذي كثرت عنده العيوب الشعرية، ومن هذه العيوب القلب في قوله:

فلو أني شهدت أبا معاذ *** غداة غدا بمهجته يفوق

فديت بنفسه نفسي ومالي *** وما آلوك إلا ما أطيق(38)

فقد اضطره الوزن الشعري إلى إحالة المعنى فقلبه عروة إلى خلاف ما قصد به فهو أراد أن يقول فديت نفسه بنفسي..

ومن العيوب بتر المعنى في البيت الأول وإتمامه في البيت التالي: قال عروة:

فلو كاليوم كان علي أمري *** ومن لك بالتدبر في الأمور

لم يتم المعنى في هذا البيت فقال لإتمام المعنى:

إذاً لملكت عصمة أم وهب *** على ما كان من حسك الصدور(39)

ومن هذه العيوب الحذف كأنه يحذف الشاعر كلمة من اللفظ يتم المعنى بها.

يقول:

عجبت لهم إذ يقتلون نفوسهم *** ومقتلهم عند الوغى كان أعذرا(40)

فإنما أراد أن يقول عجبت لهم إذ يقتلون نفوسهم في السلم ومقتلهم عند الوغى أعذر فحذف "في السلم".

لقد انفرد عروة بهذه الخاصة من دون غيره. والسبب ربما لأن عروة كان قليل الإغراب في شعره مما جعله يتأنق بعض الشيء في ألفاظه.

7-البيت المقلد- المستغني بنفسه:

من خلال قراءتنا لأشعار الصعاليك نقع على أبيات استغنت بنفسها، وجاءت بين طياتها الحكمة أو المثل عبرت عن معان جميلة صادقة، نابعة من الواقع الذي يعيشه الصعلوك وهذا بعض منها:

يقول تأبط شراً:

هما خطتا إما اسار ومنة *** وإما دم والقتل بالحر أجدر(41)

وله أيضاً بعض الأبيات التي قصد بها الإرشاد والتعليم، وتذكرنا بأبيات زهير بن أبي سلمى في معلقته. يقول:

إذا المرء لم يحتل وقد جدّ جدّه *** أضاع وقاسى أمره وهو مدبر

ولكن أخو الحزم الذي ليس نازلاً *** من الخطب إلا وهو للقصد مبصر(42)

ويقول:

ومن يُغرَ بالأعداء لا بد أنه *** سيلقى بهم من مصرع الموت مصرعا(43)

ويقول:

ومن يغزُ يغنم مرة ويشمِّت(44)

ويقول عمرو بن براق:

متى تجمع القلب الذكي وصارما *** وأنفاً حمياً تجتنبك المظالم(45)

ويقول أبو خراش:

حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا *** خراش وبعض الشر أهون من بعض(46)

لقد كانت معاني هذه الأبيات معاني جاهلية بدوية، تدور في أغلبها حول الصراع والقتال أي أنها تمثل الجزء الأكبر من حياة الصعاليك، وهي شديدة الاتصال بوقائع هذه الحياة.

وبعد استعراضنا لخصائص اللغة عند الشعراء الصعاليك وجدنا أن القصيدة عندهم لم تكن إلا مقطعات وربما عاد هذا إلى ضياع أغلب شعرهم، وهذا يعني أن القصيدة الواحدة –القصيرة لم تكن تتناول أكثر من موضوع واحد خلا من المطلع الغزلي أو الطللي، وخلا مطلعها من التصريع، ولقد حفلت هذه الأشعار بالغريب الذي كان عفوياً وبحكمهم العفوية التي استقوها من حياتهم اليومية.

وأخيراً يمكن أن نلخص لغة الصعاليك بهذه الكلمات: "مثال صادق في لفظه للشاعر الفطري القديم، ومثال صادق للشعراء الذين عاشوا في البيد وألفوها وعرفوها، فكانت تصدر بعفوية دون اهتمام أو تزيين أو تأنق ، إنما جاء شعرهم غريباً خشناً متلاحقاً يعدل في سرعته سرعة حياته ويشبه في صلابته صلابة أيامه.
الليث
الليث
طالب ممتاز
طالب ممتاز

عدد المشاركات : 403
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 22/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك3 Empty رد: الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك3

مُساهمة من طرف ماجد العاسمي الإثنين مارس 09, 2009 1:35 pm

شكرا لك الليث وبانتظار المزيد

ماجد العاسمي
المدير العام
المدير العام

عدد المشاركات : 596
تاريخ التسجيل : 12/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى