ثانوية داعل الرسمية
الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك1 Ezlb9t10

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية داعل الرسمية
الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك1 Ezlb9t10
ثانوية داعل الرسمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك1

اذهب الى الأسفل

الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك1 Empty الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك1

مُساهمة من طرف الليث الإثنين مارس 09, 2009 1:10 pm

الخصائص اللغويّة والنحوية في شعر الصعاليك ـــ شوقي المعري

لم يكن شعر الصعاليك بدعاً من سائر الشعر الجاهلي، أي اتهم كما اتهم الشعر الجاهلي كله من قبل د. طه حسين وغيره على أنه منتحل على أصحابه الذين عاشوا في الصحراء متنقلين من مكان إلى آخر، هاربين من ظلم الحياة. مطاردين ومطارِدين قبائل أخرى في الصحراء ينهبون ويسلبون، فكانوا طائفة خارجة على المجتمع، متمردة على أوضاعه وتقاليده. فلم يحفل بهم القدماء وخاصة الذين جمعوا أشعار الجاهليين- لأنه لم تكن هناك أواصر صداقة ومودة بينهم وبين مجتمعهم- فذهب أغلب شعرهم نتيجة هذا التشرد في الصحراء.

ولكن على الرغم من هذا فقد وصلت إلينا مجموعة كبيرة من أشعار الصعاليك، وقد توزعت بين كتب اللغة والأدب القديمة كالأغاني، ولسان العرب، وجمهرة أشعار العرب، والمفضليات، والأصمعيات، وكتب الحماسة، وقد وصلت عن طريق قبائلهم أو عن طريق القبائل التي استجاروا بها أو عن طريق الصعاليك أنفسهم الذين كانوا يروون أنفسهم وخاصة عروة بن الورد.

فمن خلال هذه الكتب –مع صعوبة إيجاد ديوان لأحدهم باستثناء ديوان جمع شعر عروة والشنفرى- سنعرض لأهم خصائص شعر الصعاليك، من الناحيتين اللغوية والنحوية.

1-الغريب:

إن وجود الغريب في شعر الصعاليك هو الصفة الغالبة على شعرهم بل هو أبرز الصفات على الإطلاق، ولقد كانت لغتهم لغة الشعر الجاهلي، فمهما ابتعدوا عن المجتمع –هاربين مطارَدين ومطارِدين- فاللغة هي الرابط الأكبر الذي يربطهم بهذا المجتمع.

ولغتهم هذه كانت كالعملة التي اتفق المجتمع الأدبي على أنها أساس التبادل الفكري بين أفراده جميعاً، وهذه اللغة كثيراً ما اختلف فيها القدماء فيما بينهم في شرحها وتفسيرها لصعوبتها فهي تحتاج إلى إجهاد فكري كبير في بعض الأحيان فنحن لا نستطيع قراءتها دون الرجوع إلى المعاجم اللغوية الكبيرة.. والتي احتوت على الكثير من هذه الأشعار التي كثر فيها الغريب، فشعر الصعاليك مليء ويعج بهذه الألفاظ الغريبة، ويكاد تأبط شراً يكون على رأس الشعراء الصعاليك في صعوبة لغته، وهذا ما سنجده من خلال عرضنا لأشعاره. يقول(1):

وحثحث مشعوف النجاء كأنني *** هِجفٌ رأى قصراً سمالاً وداجنا

من الحص هزروفٌ كأن عفاءه *** إذا استدرج الفيفا ومد المغابنا

أزج زلوج هَزرفيٌ زفازف *** هِزف يبذ الناجيات الصوافنا

إننا نلاحظ في هذه الأبيات الثلاثة أن كل كلمة تحتاج إلى تفسير، وهي من الصعوبة أن تفهم من القراءة الأولى، وعلينا الرجوع إلى معاجم اللغة لشرح كل كلمة، وأغلب هذه الكلمات تعني السرعة، وتدور حول معنى الركض والهروب، والفرار التي كان يحياها هو والصعاليك.. فهو يركب حصاناً كالمجنون المذعور يركض بسرعة الظليم وقت غروب الشمس وقد رأى ماء، وجواده قليل الشعر فتراه لسرعة عدوه يطير شعره إذا استدرج في الفلوات، مد أفخاذه في عدوه. ثم هو سريع فأزج زلوج وهزر في كلها تعني السرعة وزفازف تعني الريح، فهو في هذه الصفات يفوق غيره من الخيول.

ويقول يصف شِعباً يسلكه: (2)

وشعب كشلِّ الثوب شكسٍ طريقه *** مجامع صوحَيْه نطاف مخاصر

به من سيول الصيف بيض أقرَّها *** جُبار لضم الصخر فيه قراقر

تبطنته بالقوم لم يهدني له *** دليل ولم يثب لي النعت خابر

به سملات من مياه قديمة *** مواردها ما ان لهن مصادر

فالشاعر يسلك هذا الشعب الصعب الشائك وفيه بقايا من مياه الأمطار التي اجتمعت بين جنباته، وما تزال فيه بقايا من سيول وغدران تركها سيل عظيم قلع الصخر من أمكنته وأنت تسمع صوته جيداً، ودخل في الشعب وهو لم يهد إليه، ولم يعرفه من قبل فوجد فيه بقية من حياة في حوض تركها سيل.

هذه الأبيات كسابقتها صعبة الألفاظ غريبة، ولكن ما إن نفهمها حتى نفهم معانيها.

وقد أورد صاحب اللسان بيتاً لتأبط شراً فيه كلمة غريبة لم يجدها إلا في هذا البيت وهي كلمة "الخيعابة":

ولا خرع خيعابة ذي غوائل *** هيام كجفر الأبطح المتهيل(3)

قال صاحب اللسان "ولم أسمع الخيعابة بمعنى الرديء إلا في قول تأبط شراً".

ويقول أيضاً يصف نفسه وقد هرب من بجيلةSad 4)

كأنما حثحثوا خصَّاً قوادمه *** أو أم خِشفٍ بذي شثٍ وطبَّاق

حتى نجوت ولما ينزعوا سلَبي *** بواله من قبيص الشد غيداق

عاري الظنابيب ممتد نواشره *** مدلاج أدهم واهي الماء غساق

كالحقف حدَّأه النامون قلت له: *** ذو ثلتين وذو بهم وأرباق

يقول عندما لحقوا بي فكأنهم حركوا بحركتهم إياي ظليماً أو ظبية، فنجا من بجيلة كالمذعور المجنون الذي فقد عقله من شدة سرعته وهربه وطلبهم إياه. ثم يصف نفسه فيقول إني عاري الساقين وظهرت عروق الذراع فأنا أدلج الليل الممطر والمظلم، يعني أنه ذو عزم وقوة وجرأة، ثم شبه عدوه الذي يلحق به- وقد ذكره في بيت سابق- بأن شعره كالرمل الذي تلبد من كثرة ما سار عليه النامون، ويحقره بأنه صاحب قطع من الغنم.

ومن أشعاره التي كثر بها الغريب قوله(5):

قليل ادخار الزاد إلا تعلة *** فقد نشز الشرسوف والتصق المعا

فهو لا يدخل الزاد إلا قليلاً يتعلل به فآثر الطوى حتى هزل، وترى رؤوس أضلاعه شاخصة، وأمعاءه تلتصق بعضها ببعض لخلوها من الطعام.

هذه كلها أشعار مختارة لتأبط شراً، وكلها –كما رأينا- تحتاج إلى إجهاد فكر، والاستعانة بمعاجم اللغة الكبيرة لأننا نقف أمام طلاسم لفظية.

ولكن هل كان تأبط شراً وحيداً في هذا المجال أم أن الشعراء الصعاليك الآخرين قد ضمَّنوا أشعارهم مثل هذا الغريب؟

إن الشنفرى يحذو حذو تأبط شراً في أشعاره من جهة إيراد الغريب، ويمتاز هو الآخر بأسلوب خشن في لفظه الذي يمثل الحياة البدوية الجاهلية أصدق تمثيل، والقوة التعبيرية عنده تجعل أسلوبه محكماً رخاوة فيه إلى جانب ما يمتاز به من صدق التصوير، والصراحة في النقل عن الحياة، ولنر أشعاره من خلال ديوانه: يقول:(6)

نمرُّ برهو الماء صفحاً وقد طوت *** ثمائلنا والزاد ظن مغيَّب

ثلاثاً على الأقدام حتى سما بنا *** على العوص شعشاع من القوم محرب

فثاروا إلينا في السواد فهجهجوا *** وصوَّت فينا بالصباح المثوِّب

فهو مع تأبط شراً وغيره من الصعاليك أرادوا مهاجمة العوص فسلكوا الرهو ولم يتوقفوا عنده، وبعد ثلاثة أيام من السير ظهر له شعاع من هذه القبيلة فصاحت بعد أن ثارت علينا.

ويقول (7):

أنا السِّمع الأزل فلا أبالي *** ولو صعبت شناخيب العقاب

ولا ظمأ يؤخرني وحر *** ولا خمص يقصر من طلاب

ويقول (Cool

ونعل كأشلاء السماني تركتها *** على جنب مور كالنميزة أغبرا

أمشي بأطراف الحماط وتارة *** ينفِّض رجلي بُسبُطا مغضصرا

ولصخر الغي قصيدة في كتاب الأمالي تعد من القصائد المغرقة في الإغراب، صعبة الفهم للمرة الأولى. فإذا ما أراد أحدنا أن يقرأها فعليه أن يتأنى كثيراً في قراءتها ثم أن يشرح ألفاظها لفظاً لفظاً ليفهم بعدئذ معانيها، ومن هذه القصيدة اخترنا هذه الأبيات.

يقول: (9)

تهزأ مني أخت آل طَيسله *** قالت أراه مبلطاً لا شيء له

وقبلها عام ارتبعنا الجُعله *** مثل الأتان نصفاً جُنَعد له

وتارة أنبثُ نبث النقثله *** خزعلة الضبعان راح الهنبله

وهل علمت فحشاء جهله *** ممغوثةً أعراضهم ممرطله

وأمنح الميَّاحة السبحلله *** وأطعن السحساحة المشلشله

تكاد هذه الأبيات تكون ملخصة لإغراب كله في شعر الصعاليك.. فنحن أمام طلاسم لفظية، تصعب علينا قراءتها، وفهمها، فقد جمعت إلى جانب الإغراب أن صخر الغي قد نظمها على قافية الرجز التي هي من أصعب أنواع الشعر وأغربها.

أما أبو خراش الهذلي فهو مثال صادق –في لفظه- للشاعر الفطري القديم ومثال صادق للشعراء الذين عاشوا في البيد وألفوها وعرفوها.. فكان يصدر شعره بعفوية دون أن يهتم به أو يزينه أو يتأنق فيه. إنما جاء شعره غريباً خشناً متلاحقاً يعدل في سرعته سرعة حياته، ويشبه في صلابته أيامه.
الليث
الليث
طالب ممتاز
طالب ممتاز

عدد المشاركات : 403
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 22/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى