مملكة ماري ؟؟

من طرف لحظة أمل الأربعاء فبراير 18, 2009 3:06 pm

حضارات متعاقبة وأوابد تاريخية مهمة:

عبر التاريخ وصلت سورية إلى أوج ازدهارها في زمن السلالات العمورية والتي تعرضت لحروب مختلفة وكانت هذه الحروب، إما من الحواضر المجاورة أو من الغزاة الحثيين وغيرهم وقد حصنت مواقعها بشكل جيد لصد الغزوات فقد اكتشف حصن في «تل البيعة» «توتول» بسماكة 3،8 أمتار وفيه ممر من بوابة الحصن بطول 20م، أيضاً في «تل بيدر» على العويج الخابور اكتشفت تحصينات دائرية تعود إلى الألف الثالث وقد أحاطها السور بكامل الموقع.. أما في تل «العشارة» ترقا وهي مدينة مهمة على الفرات فقد ظهرت آثار أسوار ضخمة تعود إلى الألف الثالث.

أيضاً في تل بازي عثر على شبه جزيرة محاطة بسور يعود إلى القرن 14 _12ق.م ومواقع أخرى حصنت بأسوار ضخمة كموقع «إيمار» و«فاقوص» و«القيطار» وكلها ضد غزوات الميتانيين والحثيين كما عثر في هذا الموقع على أدوات حربية برونزية. ‏

ووجود نهر الفرات هو الذي سمح بظهور حياة التمدن والحواضر التي يجري اكتشافها اليوم والتي كانت تتبادل العلاقات التجارية مع بعضها إلا أنها افتقرت للوحدة السياسية بسبب ضعف الاتصالات.. أهم هذه الحواضر هي: ماري وتل حلف وإيبلا في الداخل وأوغاريت على الساحل، وقد شكلت هذه الحواضر حدود سورية القديمة ووصلت الى الجزيرة والأناضول والساحل المتوسط حتى سيناء، وحضارة هذه المنطقة عربية صرفة. ‏

/ماري تل الحريري/

‏

احيطت ماري بسور قطره 9،1 كم وتعود أولى المنشآت في ماري على الفرات إلى 2900 ق.م. ‏

أبرز منشآتها: القصر الكبير وحرمة ومعابد «عشتار» و«نيني زازا» و«عشتارات» و«شماش» وفيها عثر على عدد من التماثيل المهمة وعدد من الاختام الاسطوانية التي نقشت عليها رموز الحرب والسلام والعبادة والأساطير. ‏

كان قصر ماري أشبه بمتحف للتماثيل والرسوم الجدارية منها مشاهد تتويج ملك ماري وقد نقل بعضها إلى متحف اللوفر. ‏

اكتشف حوالي 25 ألف رقيم في مكتبة القصر في ماري ومنها عرفت حضارتها وازدهارها. ‏

استفادت ماري من موقعها كملتقى طرق مواصلات تصل البحر المتوسط والأناضول وغرب سورية من جهة، وسورية الوسطى والجنوبية من جهة أخرى وقد وصلت علاقتها التجارية إلى «حاصور» في فلسطين وإلى «كريت» وقبرص و«ماتوشا» في الأناضول وإلى «دلمون» في البحرين على الخليج العربي. ‏

كانت تستورد النحاس من قبرص والقصدير من شمال إيران لصنع الأسلحة المتطورة. ‏

ماري مجموعة من الحضارات المتوضعة فوق بعضها حسب التنقيبات الأثرية أولها حضارة ترجع إلى عام 3000 ق.م. ‏

وقد كشفت التنقيبات عن آثار تماثيل وتحف تعبر عن ثروات هذه المملكة التي احتلت الصدارة في تاريخ بلاد الرافدين. ‏

كما ذكرنا سابقاً ماري تتوضع فيها حضارات عديدة تعود إلى الانسان الأول وهذا ماأكده العالم بارو حين قال: «لقد صدق القول القديم الذي يؤكد أن الشرق قد جاء إلى الغرب أو أنه أتى بالنور إلى الغرب، وإنه لكل انسان وطنان، وطنه الأصلي وسورية». ‏

في العصر قبل الصارغوني عثر على معبد شماش ومعبد دجن ومعبد عشتار ومعبد نيني زازا. ‏

أما مكتشفات الحقبة الثانية فقد عثر على القصر الكبير الذي تهدم بعد حرب طاحنة شنها حمورابي عام 1750 ق.م على هذه المدينة وقضى على خصمه العنيد زيميري ليم ملك ماري. ‏

في ماري عثر على 25 ألف رقيم كتبت بالمسمارية وباللغة الأكادية وتماثيل في غاية الروعة كتمثال ارونينا مغنية المعبد وقد عثر عليه في معبد نيني زازا وتمثال عشتار، وتمثال العرافة. ‏

في العصر الآشوري كانت ماري مركزاً لحماية الطريق التجاري الممتد من الشمس المشرقة أي الخليج العربي، إلى الشمس الغاربة أي البحر المتوسط. ‏

بعد ذلك أخذت ماري عبر التاريخ تسقط شيئاً فشيئاً. ‏

القصر الملكي في ماري الذي تميز بروعة البناء والتصميم يتألف من 300 غرفة وممر، وباحة ويمتد على مساحة 5،2 هكتار وقد حسن في زمن ملك ماري زيميري يليم وقد شارك القصر في التجارة حيث يوجد في شرق الباحة المركزية عدد من الغرف التي كان يتم فيها تسجيل البضائع القادمة قبل توزيعها لاحقاً. ‏

داخل القصر مصطبة عرش يعتقد أنه كان يقام فيها مراسيم تنصيب الملك. ‏

مملكة ماري أكثر الممالك القديمة ازدهاراً في منطقة الفرات لاتزال تختزن الكثير والكثير من الأوابد التاريخية التي ستولد على يد البعثات المنقبة والتي ستسجل مراحل تاريخية عديدة شهدتها هذه الحاضرة التاريخية المهمة في سورية. ‏